السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٣
المسلمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه وفي رواية إن الناس لم يرفعوا شيئا من الدنيا إلا وضعه الله عز وجل ويقال إن هذه العضباء لم تأكل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تشرب حتى ماتت وقيل إن التي كانت لا تسبق ثم سبقت هي القصواء وكانت العضباء يسبق بها صاحبها الذي كانت عنده الحاج ومن ثم قيل لها سابقة الحاج وقيل إن هذه الثلاثة اسم لناقة واحدة وهو المفهوم من الأصل وهو موافق في ذلك لابن الجوزي رحمه الله حيث قال إن القصواء هي العضباء وهي الجدعاء وقيل القصواء واحدة والعضباء والجدعاء واحدة وفي كلام بعضهم وأما البقر فلم ينقل أنه صلبي ملك شيئا منها أي للقنية فلا ينافي انه صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بالبقر وأما غنمه صلى الله عليه وسلم فقيل مائة وقيل سبعة أعنز كانت ترعاها أم أيمن رضي الله تعالى عنها وجاء اتخذوا الغنم فإنها بركة وكان له صلى الله عليه وسلم شياه يختص بشرب لبنها وماتت له صلى الله عليه وسلم شاة فقال ما فعلتم بإهابها قالوا إنها ميتة قال دباغها طهورها واقتنى صلى الله عليه وسلم الديك الأبيض وكان يبيت معه في البيت وقال الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي والله يحرس دار صاحبه وعشرا عن يمينها وعشرا عن يسارها وعشرا من بين يديها وعشرا من خلفها وقد جاء اتخذوا الديك الأبيض فإن دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر ولا الدويرات حولها واتخذوا هذا الحمام المقاصيص في بيوتكم فإنها تلهي الجن عن صبيانكم وفي العرائس أن آدم قال يا رب شغلت بطلب الرزق لا أعرف ساعات التسبيح من أيام الدنيا فأهبط الله ديكا وأسمعه أصوات الملائكة بالتسبيح فهو أول داجن اتخذه آدم عليه السلام من الخلق فكان الديك إذا سمع التسبيح ممن في السماء سبح في الأرض فيسبح آدم بتسبيحه
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»