السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٧
وقال شاهت الوجوه أي قبحت وألقاهها على رؤوسهم فكل من اصابه شيء من ذلك قتل يوم بدر كما تقدم ومنها أنه صلى الله عليه وسلم هزم القوم يوم حنين بقبضة من تراب رمى بها في وجوههم كما تقدم له في بدر مثل ذلك ومنها نسج العنكبوت عليه صلى الله عليه وسلم في الغار أي وعلى بعض أتباعه كما تقدم ومنها ما وقع لسراقة رضي الله تعالى عنه من غوص قوائم فرسه في الأرض الجلد كما تقدم في خبر الهجرة ومنها در الشاة التي لم ينز الفحل عليها كما تقدم في قصة شاة أم معبد وفي قصة أخرى عن أبي العالية قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبياته التسعة يطلب طعاما وعنده ناس من أصحابه فلم يجد فنظر إلى عناق في الدار ما نتجت قط فمسح مكان ضرعها فدفقت بضرع مدلى بين رجليها فدعا بقعب فحلب فيه فبعث إلى أبياته قعبا ثم قعبا ثم حلب فشرب وشربوا ومنها دعوته صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله تعالى عنه أن يعز الله به الاسلام فكان كذلك كما تقدم ومنها دعوته صلى الله عليه وسلم لعلي أن يذهب عنه الحر والبرد فلم يشك واحدا منهما وكان كرم الله وجهه يلبس ثياب الشتاء في الصسف وثياب الصيف في الشتاء ولا يتأثر كما تقدم أي ومن ذلك ما حدث به بلال رضي الله تعالى عنه قال أذنت في غداة باردة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدا فقال اين الناس فقلت حبسهم البرد فقال اللهم أذهب عنهم البرد قال فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة ومنها دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه وقد أصابه مرض واشتد به وسمعه يقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فاشقني وإن كان بلاء فصبرني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف قلت فأعد ذلك عليه فمسح صلى الله عليه وسلم بيده المباركة الشريفة ثم قال اللهم اشفه فما عاد ذلك المرض إليه
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»