السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣
في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر فقال أبو بكر يا رسول الله أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه فأجلسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أسلم تسلم فأسلم رضي الله تعالى عنه وهنأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر بإسلام أبيه رضي الله تعالى عنهما أي وعند ذلك قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه يعني أباه أبا قحافه وذلك أن اسلام أبي طالب كان أقر لعينك كذا في الشفاء وكان رأس أبي قحافة ولحيته بيضاء كالثغامة فقال غيروهما وجنبوهما السواد أي وفي رواية واجتنبوا السواد وجاء غيروا الشيب ولا تشبهووا باليهود والنصارى وفي رواية اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم وجاء إن أحسن ما غيرتهم به هذا الشيب الحناء والكتم وعن أنس رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصب بالحناء والكتم قال ابن عبد البر رحمه الله والصحيح أنه رضى الله عليه وسلم لم يخضب ولم يبلغ من الشيب ما يخضب له وقد اختضب أبو بكر رضي الله تعالى عنه عنه بالحناء والكتم واختضب عمر رضي الله تعالى عنه بالحناء وجاء يا معشر الأنصار حمروا أو صفروا وخالفوا أهل الكتاب وكان عثمان رضي الله تعالى عنه يصفر وعن انس رضي الله تعالى عنه دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابيض الرأس واللحية فقال ألست مؤمنا قال بلى قال فاختضب لكن قيل إنه حديث منكر وجاء من اختضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة قيل إنه حديث منكر وحاء يكون آخر الزمان رجال من أمتي يغيرون بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة قيل هو غريب جدا قال بعضهم ولعل من خضب بالسواد من الصابة رضي الله تعالى عنهم كسعد ابن أبي وقاص والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أي وعقبة بن عامر المدفون بمصر قال بعضهم ليس بمصر قبر صحابي متفق عليه الا قبر عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه فإن كان تخضب بالسواد وهو القائل في ذلك * تسود أعلاها وتأبى أصولها * ولا خير في الأعلى إذا فسد الأصل * وكان واليا على مصر من جهة معاوية رضي الله تعالى عنه فعزله بمسلمة بن مخلد وأمره بالغزو في البحر
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»