السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣١
وسلم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما أن يقدما إلى البيت وقال لعمر لا تدع صورة حتى تمحوها الا صورة إبراهيم هذا كلامه فليتأمل وفي رواية عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال دخلت علي صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورا فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمحوها أي وتلك الصور هي صور الملائكة وصور إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام يستقسمان بها أي وإسحاق وبقية الأنبياء كما تقدم في بنيان قريش الكعبة وصورة مريم فقال قاتل الله قوما يصورون مالا يخلقون قاتلهم الله لقد علموا انهما لم يستقسما بالأزلام قط أي ولا منافاة لأنه يجوز أن يكون عمر رضي الله تعالى عنه ترك مع صورة إبراهيم صورة إسماعيل ومريم وصورة الملائكة ووجد صورة حمامة من عيدان بفتح العين المهملة وكسرها بيده ثم طرحها ودها بزعفران فلطخه بتلك التماثيل أي بموضعها وصلى بها ركعتين بين أسطوانتين وفي لفظ بين العمودين اليمانيين وفي لفظ المقدمين وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع انتهى أي وفي الترمذي دخل صلى الله عليه وسلم البيت وكبر في نواحيه ولم يصل وفي رواية لمسلم دخل صلى الله عليه وسلم هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن أبي طلحة زاد في رواية والفضل بن العباس قال الحافظ ابن حجر وفي رواية شاذة فأغلقوا عليهم الباب وفي لفظ آخر فأغلقا أي عثمان وبلال فأجاف أي أغلق عليهم عثمان الباب وجمع بان عثمان هو المباشر لذلك لأنه من وظيفته وبلال رضي الله تعالى عنه الله تعالى عنه كان مساعدا له في الغلق أي ولما دخلوا كان خالد بن الوليد يذب الناس وهو واقف على باب الكعبة قال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فلما فتحوا كنت أول من ولج فلقيت بلالا فسألته هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وذهب عني أن أسأله كم صلى وهذا يدل على أن قول بلال رضي الله تعالى عنه إنه صلى الله عليه وسلم أتى بالصلاة المعهودة لا الدعاء كما ادعاه بعضهم وفي كلام السهيلي في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه صلى فيها ركعتين وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال أخبرني أسامة بن زيد انه صلى الله عليه وسلم لمل دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»