السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
أقول وهذا السياق يدل على أنه هذا الصنم غير هبل وأن هبل ليس أكبر أصنامهم بل هذا أكبر منه ولم أقف على اسمه ومما يدل على أن الذي كسر هو هبل قول الزبير رضي الله تعالى عنه كما تقدم لأبي سفيان أن هبل الذي كنت تفتخر به يوم أحد قد كسر قال دعني ولا توبخني لو كان مع إله محمد إله آخر لكان الأمر غير ذلك وفي الكشاف ألقاها جميعها وبقي صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من قوراير صفر فقال صلى الله عليه وسلم يا علي ارم به فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد فرمى به فكسره فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون ما رأينا أسحر من محمد وفي خصائص العشرة صاحب الكشاف زيادة وهي ونزلت من فوق الكعبة وانطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش هذا كلامه وهذا يدل على أن ذلك لم يكن يوم فتح مكة فليتأمل وفي الكشاف أيضا كان حول البيت ثلاثمائة وستون صنما لكل قوم صنم بحيالهم وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كانت لقبائل العرب أصنام يحجون إليها ينحرون لها فشكا البيت إلى ربه عز وجل فقال يا رب إلى متى تعبد هذه الأصنام حولي دونك فأوحى الله تعالى إلى البيت إني سأحدث لك نوبة جديدة فلأملؤك خدودا سجدا يدفون إليك دفيف النسور ويحنون إليك حنين الطير إلى بيضها لهم عجيج حولك بالبيت هذا كلامه ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة أي بعد أن ارسل بلالا رضي الله تعالى عنه إلى عثمان بن أبي طلحة بمفتاح الكعبة إلى اخر ما سيأتي وبعد ان محيت منها الصور أي فإنه صلى الله عليه وسلم أمر عمر رضي الله تعالى عنه وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها وكان عمر رضي الله تعالى عنه قد ترك صورة إبراهيم فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر ألم آمرك ان لا تترك فيها صورة قاتلهم الله حيث جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام وما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين هذا وفي كلام سبط ابن الجوزي قال الواقدي رحمه الله امر رسول الله صلى الله عليه
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»