السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٢٨
ومعه صلى الله عليه وسلم فيها أم سلمة وميمونة زوجتاه صلى الله عليه وسلم ورضى عنهما فعن جابر رضي الله تعالى عنه لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوت مكة وقف فحمد الله وأثنى عليه ونظر إلى موضع قبته وقال هذا منزلنا يا جابر حيث تقاسمت قريش علينا قال جابر رضي الله تعالى عنه فذكرت حديثا كنت سمعته منه صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بالمدينة منزلنا إذا فتح الله تعالى علينا مكة في خيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر أي لان قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حت يسلموا إليهم صلى الله عليه وسلم إلى آخر ما تقدم في قصة الصحيفة انتهى وفيه أنه سيأتي في حجة الوادع أنهم تحالفوا بالمحصب ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم النحر وهو بمنى نحن نازلون غدا بخيف بنى كنانة حيث تقاسموا على الكفر يعني بالمحصب وعن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال يا رسول الله أين تنزل غدا أتنزل في دارك فقال وهل ترك لنا عقيل من دار وتقدم ما يغني عن إعادته هنا فكان صلى الله عليه وسلم يأتي المسجد من الحجون لكل صلاة وكان دخوله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الاثنين فقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين ووضع الحجر يوم الاثنين وخرج من مكة أي مهاجرا يوم الاثنين أي ودخل المدينة يوم الاثنين ونزلت عليه سورة المائدة يوم الاثنين ثم سار صلى الله عليه وسلم وإلى جانبه أبو بكر رضي الله تعالى عنه يحادثه ويقرأ سورة الفتح حتى جاء البيت وطاف به سبعا على راحلته أي ومحمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه آخذ بزمامها ليستلم الحجر بمحجن في يده وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما لكل حي من احياء العرب صنم قد شد إبليس أقدامها بالرصاص فجاء صلى الله عليه وسلم ومعه قضيب فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه وفي لفظ لقفاه وفي لفظ فما أشار لصنم من ناحية وجهه الا وقع لقفاه ولا أشار لقفاه الا وقع على وجهه من غير أن يمسه بما في يده يقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى مر عليها كلها
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»