السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
ركعتين أي بين الباب والحجر الذي هو الملتزم وقال هذه القبلة فبلال رضي الله تعالى عنه مثبت للصلاة في الكعبة وأسامة رضي الله تعالى عنه ناف والمثبت مقدم على النافي على أنه جاء أن اسامة رضي الله تعالى عنه أخبر أيضا بأنه صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة وأجيب بأن اسامة حيث أثبت اعتمد قول بلال وحيث نفى أعتمد ما عنده أي وفي مجمع الزوائد للحافظ الهيتمي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه صلى الله عليه وسلم دخل الكعلبة فصلى بين الساريتين ركعتين ثم خرج فصلى بين الباب والحجر ركعتين ثم قال هذه القبلة ثم دخل صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فقام يدعو ولم يصل فالنقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اختلف وسبب الاختلاف تعدد دخوله صلى الله عليه وسلم ففي المرة الأولى دخل وصلى وفي المرة الثانية دخل ولم يصل وهذا السياق يدل على أن ذلك كان يوم الفتح وفي كلام بعضهم رواية ابن عباس ورواية بلال رضي الله تعالى عنهم صحيحتان لأنه صلى الله عليه وسلم دخلها يوم النحر فلم يصل ودخلها من الغد فصلى وذلك في حجة الوداع هذا كلامه فليتأمل أي ثم أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى مقام إبراهيم وكان لاصقا بالكعبة فصلى ركعتين ثم أخره على ما تقدم ودعا صلى الله عليه وسلم بماء فشرب منه وتوضأ وفي لفظ ثم انصرف صلى الله عليه وسلم إلى زمزم فاطلع فيها وقال لولا أن تغلب بنو عبد المطلب أي يغلبهم الناس على وظيفتهم وهي النزع من زمزم لنزعت منها دلوا أي فإن الناس يقتدون به صلى الله عليه وسلم في ذلك مع أن النزع من وظيفته بني عبد المطلب وانتزع له العباس رضي الله تعالى عنه الله تعالى عنه دلوا فشرب منه وتوضأ فابتدر المسلمون يصبون على وجوههم وفي لفظ لا تسقط الا في يد انسان إن كان قدر ما يشر بها شربها والا مسح بها جلده والمشركون يقولون ما رأينا ولا سمعنا ملكا قط بلغ هذا ولما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد أي والناس حوله خرج أبو بكر وجاء بأبيه رضي الله تعالى عنهما يقوده وقد كان كف بصره فلما رآه صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه وفي لفظ لو أقررت الشيخ
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»