السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣
الناس وأبر الناس وأحلم الناس وخير الناس وابن عمك عزه عزك وشرفه شرفك وملكه ملكك قال إني أخافه على نفسي قال هو أحلم من ذلك وأكرم فرجع معه حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن هذا يزعم أنك أمنتني قال صدق فقال يا رسول الله أمهلني بالخيار شهرين فقال أنت بالخيار أربعة أشهر أي ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ولما فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمها أي بالجعرانة رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمق شعبا ملآنا نعما وشاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبك هذا قال نعم قال هو لك وما فه فقبض صفوان ما في الشعب وقال ما طابت نفس أحد بمثل هذا الا نبي فأسلم كما سيأتي وهند امرأة أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما فإنها أسلمت بعد وانما امر صلى الله عليه وسلم بقتلها لأنها مثلت بعمه حمزة رضي الله تعالى عنه يوم أحد ولاكت قلبه كما تقدم وكعب بن زهير رضي الله تعالى عنه فإنه اسلم بعد وأنما امر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان ممن يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووحشي رضى الله تعالى عنه فإنه أسلم بعد وانما أمر صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه قتل عمه حمزة رضي الله تعالى عنه يوم أحد وكانت الصحابة احرص شيء على قتله ففر إلى الطائف وقد قدمنا اسلامه استطرادا قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يوم الفتح على الصفا يبايع الناس فجاءه الكبار والصغار والرجال والنساء يبايعهم على الاسلام أي على شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ودخل الناس في دين الله أفواجا أفواجا أي وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل فأخذته الرعدة فقال له صلى الله عليه وسلم هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريس كانت تأكل القديد أي وكان من جملة من بايعه النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما فعن معاوية رضي الله تعالى عنه لما كان عام الحديبية وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمي فقالت إياك ان تخالف إياك فيقطع عنك القوت فأسلمت وأخفيت إسلامي فقال لي يوما أبو سفيان وكأنه شعر بإسلامي أخوك خير منك هو على ديني فلما كان عام الفتح أظهرت اسلامي ولقيته صلى الله عليه وسلم
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»