السواد على الخضرة وفيها المهاجرون الأنصار لا يرى منهم الا الحدق من الحديد أي فيها ألفا دارع وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول رويدا حتى يلحق أولكم آخركم قال سبحان الله يا عباس من هؤلاء فقلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار فقال ما لاحد بهؤلاء قبل ولا طاقة فقال أبو سفيان والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما فقلت يا أبا سفيان إنها النبوة فقال نعم إذن ثم قلت له النجاء بالفتح والمد إلى قومك حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقامت اليه زوجته هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله تعالى عنهم فأخذت بشاربه وقالت كلاما معناه اقتلوا الخبيث الدنس لا خير فيه قبح من طليعة قوم أي وفي رواية أنها أخذت بلحيته ونادت يا آل غالب اقتلوا الشيخ الأحمق هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم فقال لها ويحك اسكتي وادخلي بيتك وقال ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم مالا قبل لكم به من دخل دار أبي سفيان فهو أمن قالوا قبحك الله وما تغنى عنا دارك قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار حكيم ابن حزام فهو آمن ومن دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم والى المسجد أي وبهذا استبدل على أن مكة فتحت صلحا لا عنوة وبه قال إمامنا الشافعي رحمه الله وقال غيره فتحت عنوة وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه حكيم بن حزام مع أبي سفيان بعد إسلامها إلى مكة وقال من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن وكانت أسفل مكة ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن وكانت بأعلى مكة واستثنى صلى الله عليه وسلم جماعة أمر بقتلهم وهم أحد عشر رجلا أي وفي الامتاع ستة نفر وأربع نسوة وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة منهم عبد الله بن أبي سرح وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة وكان فارس بني عامر وكان أحد النجباء الكرام من قريش رضي الله تعالى عنه فإنه أسلم بعد ذلك وعبد الله بن خطل وقينتاه وعكرمة ابن أبي جهل رضى الله تعالى عنه فإنه أسلم بعد ذلك والحويرث بن نفيل ومقيس بن حبابة وهبار بن الأسود رضى الله تعالى عنه فإنه أسلم بعد ذلك وكعب بن زهير رضي
(٢١)