السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٢
وسلم يلصى الضحى الا أم هانئ وهذا ينازع فيه ما يأتي أن صلاة الضحى مما اختص بوجوبها صلى الله عليه وسلم وأسلمت أم هانئ ذلك اليوم الذي هو يوم الفتح أو وجاء انه صلى الله عليه وسلم قال لها هل عندك من طعام نأكله قالت ليس عندي الا كسر يابسة وأنا استحي ان اقدمها إليك فقال هلمي بهن فكسرهن في ماء وجاءت بملح فقال هل من آدم فقالت ما عندي يا رسول الله إلا شيء من خل فقال هلميه فصبه على الكسر وأكل منه ثم حمد الله ثم قال نعم الآدم الخل يا أم هانئ لا يقفر بيت فيه خل أي وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم سأل أهله الادام فقالوا ما عندنا الا الخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الآدم الخل وفي الحديث عن جابر رضي الله تعالى عنهما مرفوعا إن الله يوكل بآكل الخل ملكين يستغفران له حتى يفرغ وجاء نعم الادم الخل اللهم بارك في الخل فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ولم يقفر بيت فيه خل وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت فقال هل من غداء فقالوا نعم فأتى بثلاثة اقرصة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه وأخذ قرصا فوضعه بين يدي ثم أخذ الثالث فكسره فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي ثم قال صلى الله عليه وسلم هل من أدم فقالوا لا إلا شيء من خل قال هاتوه فنعم الأدم الخل وفي رواية فإن الخل نعم الإدام قال جابر رضي الله تعالى عنه فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر وصفوان بن أمية استأمن له عمير بن وهب أي قال له يا نبي الله إن صفوان سيد قومي قد هرب ليقذفن نفسه في البحر فأمنه فإنك أمنت الأحمر والأسود فقال صلى الله عليه وسلم أدرك ابن عمك فهو آمن فقال أعطني أيه يعرف بها أمانك فأعطى صلى الله عليه وسلم لعمير عمامته التي دخل بها مكة أي وفي لفظ أعطاه برده أي بعد أن طلب من العود فقال لا أعود معك الا ان تأتيني بعلامة أعرفها فقال امكث مكانك حتى آتيك به فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فرده أي بعد أن قال له اعزب عني لا تكلمني فقال أي صفوان فداك أبي وأمي جئنك من عند أفضل
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»