السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٧
وعمر رضي الله عنهما لم يبلغهما قوله صلى الله عليه وسلم إنكم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه إن صح قال العباس رضي الله ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه فقلت والله لا يناجيه الليلة رجل دوني فلما أكد عمر في شأنه قلت مهلا يا عمر فوالله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت مثل هذا أي ولكنك قد عرفت انه من رجال عبد مناف قال مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من اسلام الخطاب لو أسلم وما بي الا اني قد عرفت ان اسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسلام الخطاب لو أسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به وفي البخاري ان الحرس ظفروا بأبي سفيان ومن معه وجاءوا بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وجمع بعضعم بأنه يجوز ان يكون العباس اخذهم من الحرس أي ويؤيده قول ابن عقبة رحمه الله لما دخل الحرس بأبي سفيان وصاحبيه لقيهم العباس بن عبد المطلب فأجارهم أي واتى بأبي سفيان وتأخر صاحباه قال وفي لفظ أخذهم نفر من الأنصار بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عيونا فأخذوا بخطم أبعرتهم فقالوا من أنتم قالوا نحن أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم وها هو فقال أبو سفيان هل سمعتم بمثل هذا الجيش نزلوا على أكباد قوم لم يعلموا بهم فجاءوا بهم إلى عمر رضي الله تعالى عنه أي لأنه كان في تلك الليلة على الحرس كما تقدم فقالوا جئناك بنفر من أهل مكة فقال عمرو وهو يضحك إليهم والله لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم فقالوا والله أتيناك بأبي سفيان فقال احبسوه فحبسوه حتى أصبح فغدوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وفيه مالا يخفى فان الجمع بينه وبين ما قبله بعيد قال العباس ولما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب به يا عباس إلى رحلك فذهبت به فلما أصبح غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بعد ان نؤدي بالصلاة وثار الناس ففزع أبو سفيان وقال للعباس يا أبا الفضل ما يريدون قال الصلاة وفي رواية ما للناس أامروا في بشئ قال لا ولكنهم قاموا إلى الصلاة ورأى
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»