السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ١٥
أمامه الزبير بن العوام رضي الله عنه في مائتين ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب ان يصوم فليصم ومن أحب ان يفطر فليفطر أي وفي الإمتاع لما خرج صلى الله عليه وسلم من المدينة نادى مناديه من أحب ان يصوم فليصم وفي بعض الأيام صب رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسه الماء ووجهه من شدة العطش وفي لفظ من شدة الحر وهو صائم وفي رواية انه صلى الله عليه وسلم لما بلغ الكديد بلغة أن الناس شق عليهم الصيام أي وأنهم ينظرون فيما فعلت فاستوى صلى الله عليه وسلم على راحلته بعد العصر ودعا بإناء فيه ماء وقيل لبن فشرب ثم ناوله لرجل بجنبه فشرب فقيل له بعد ذلك ان بعض الناس صام فقال أولئك العصاة أي لأنهم خالفوا امره صلى الله عليه وسلم بالفطر ليقووا على مقاتلة العدو لأنه صلى الله عليه وسلم قال للصحابة لما دنوا من عدوهم انكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فلم يزل صلى الله عليه وسلم وسلم يفطر حتى انسلخ الشهر انتهى أي وفي قديد عقد صلى الله عليه وسلم الألوية والرايات ودفعها للقبائل ثم سار حتى نزل بمر الظهران أي وهو الذي يقال له الآن بطن مرو عشاء أي وقد أعمى الله الأخبار عن قريش إجابة لدعائه صلى الله عليه وسلم فلم يعلموا بوصوله إليهم أي ولم يبلغهم حرف واحد من مسيره إليهم فأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار وجعل على الحرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان العباس رضي الله عنه قد خرج قبل ذلك بعياله مسلما أي مظهر اللإسلام مهاجرا فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة وقيل بذي الحليفة فرجع معه إلى مكة أي وأرسل أهله وثقله إلى المدينة وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرتك يا عم آخر هجرة كما أن نبوتي أخر نبوة قال العباس رضي الله عنه ورقت نفسي لأهل مكة أي وقال يا صباح قريش والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل ان يأتوه فيستأمنوه انه لهلاك قريش إلى آخر الدهر قال العباس رضي الله عنه فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء أي زاد بعضهم التي أهداها له دحية الكلبي فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت لعلى أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة يخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا اليه فيسأمنوه قبل ان يدخلها عنوة
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»