السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٦
ثلاثا ثم صلى الله عليه وسلم عليه وسلم الصبح فسمعت الراجز يقول يا رب إني ناشد محمدا * إلى أخر ما تقدم انتهى وعند ذلك قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن سالم وأصحابه فيمن تهمتكم قالوا بنو بكر قال كلها قالوا لا ولكن بنو نفاثة قال هذا بطن من بكر ولما ندمت قريش على نقضهم العهد أرسلوا أبا سفيان ليشد العقد ويزيد في المدة فقالوا له ما لها سواك اخرج إلى محمد فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة فخرج أبو سفيان ومولى له على راحلتين فاسرع السير لأنه يرى أنه أول من خرج من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول صلى الله عليه وسلم للناس قبل قدوم أبي سفيان كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد ويزيد في المدة وهو راجع بسخطه ثم رجع أولئك الركب من خزاعة فلما كانوا بعسفان لقوا أبا سفيان أي ومولى له كل على راحلة وقد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشد العقد ويزيد في المدة وقد خافوا مما صنعوا فسألهم هل ذهبتم إلى المدينة قالوا لا وتركوه وذهبوا فجاء إلى مبركهم بعد أن فارقوه فأخذ بعرا وفته فوجد فيه النوى فعلم أنهم ذهبوا إلى المدينة الشريفة قال وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن سالم وأصحابه ارجعوا وتفرقوا في الأودية أي ليخفى مجيئهم للنبي صلى الله عليه وسلم فرجعوا وتفرقوا فذهبت فرقة إلى الساحل أي وفيهم عمرو بن سالم وفرقة فيهم بديل بن ورقاء لزمت الطريق وإن أبا سفيان لقى بدليل بن ورقاء بعسفان فأشفق أبو سفيان أن يكون بديل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال للقوم أخبرونا عن يثرب متى عهدكم بها فقالوا لا علم لنا بها أي وقالوا إنما كنا في الساحل نصلح بين الناس في قتل ثم صبر أبو سفيان حتى ذهب أولئك القوم وفي لفظ قال من أين أقبلت يا بديل قال سرت إلى خزاعة في هذا الساحل قال ما أتيت محمدا قال لا فلما راح بديل إلى مكة أي توجه إليها قال أبو سفيان لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى فجاء منزلهم ففتت ابعار اباعرهم فوجد فيها النوى قال أبو سفيان احلف بالله لقد جاء القوم محمدا انتهى فلما قدم أبو سفيان المدينة دخل على ابنته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنها ولما أراد ان يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه فقال
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»