صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى مات وأنزل الله تعالى في ذلك وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس وفى رواية فنزل إنا أعطيناك الكوثر وفى رواية فنزل إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر قال بعضهم أي خير من ألف شهر يملكها بنو أمية فإن مدة ملك بنى أمية كانت اثنتين وثمانين سنة وهى ألف أشهر وكان جميع من ولى الخلافة منهم أربعة عشر ر جلا أولهم معاوية وآخرهم مروان بن محمد وقد قيل لبعضهم ما سبب زوال ملك بنى أمية مع كثرة العدد والعدد والأموال والموالي فقال أبعدوا أصدقائهم ثقة بهم وقربوا أعداءهم جهلا منهم فصار الصديق بالإبعاد عدوا ولم يصر العدو صديقا بالتقريب له وحديث رأيت بنى مروان إلى آخره قال الترمذي هو حديث غريب وقال غيره منكر قال صلى الله عليه وسلم ورأيت بنى العباس يتعاورون منبرى فسرنى ذلك وقيل إن هذه الآية أي آية وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس إنما نزلت في رؤيا الحديبية حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه وأصحابه يدخلون المسجد محلقين رؤوسهم ومقصرين ولم يوجد ذلك بل صدهم المشركون وقال بعض الصحابة له صلى الله عليه وسلم ألم تقل إنك تدخل مكة آمنا قال بلى أفقلت لكم من عامي هذا قالوا لا قال فهو كما قال جبريل عليه الصلاة والسلام كما سيأتي ذلك في قصة الحديبية وقيل إنما نزلت هذه الآية في رؤيا وقعة بدر حيث أراه جبريل مصارع القوم ببدر فأرى النبي صلى الله عليه وسلم الناس مصارعهم فتسامعت بذلك قريش فخروا منه أي ولا مانع من تعدد نزول هذه الآية لهذه الأمور فقد يتعدد نزول الآية لتعدد أسبابها قال ابن حجر الهيتمي إن اتحاد النزول لا ينافي تعدد أسبابه أي وذلك ذا تقدمت الأسباب ويروى أنه عين لهم اليوم الذي تقدم فيه العير أي قالوا له متى تجىء قال لهم يأتوكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أورق عليه مسح آدم وغرارتان فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون ذلك وقد ولى النهار ولم تجىء حتى كادت الشمس أن تغرب أي دنت للغروب فدعا الله تعالى فحبس الشمس عن الغروب حتى قدم العير أي كما وصف صلى الله عليه وسلم
(٩٧)