وخص صلى الله عليه وسلم باطلاعه على الجنة والنار بل المراد بذلك رؤية ذلك في المعراج وعند وصوله صلى الله عليه وسلم إلى الوادي الذي ببيت المقدس بالنسبة للنار ورأى صلى الله عليه وسلم الدجال شبيها بعبد العزى بن قطن أي وهو ممن هلك في الجاهلية أي قبل البعثة ومر صلى الله عليه وسلم على شخص متنحيا على الطريق يقول هلم يا محمد قال جبريل سر يا محمد قال من هذا قال هذا عدو الله إبليس أراد أن تميل إليه اه وفى رواية لما وصلت بيت المقدس وصلت فيه ركعتين أي إماما بالأنبياء والملائكة أخذني العطش أشد ما أخذني فأتيت بإناءين في إحداهما لبن وفى الأخرى عسل فهداني الله تعالى فأخذت اللبن فشربت وبين يدي شيخ متكئ على منبر له فقال أي مخاطبا لجبريل أخذ صاحبك الفطرة إنه لمهدى فلما خرجت منه جائني جبريل عليه الصلاة والسلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة أي الاستقامة التي سببها الإسلام ومنه كل مولود يولد على الفطرة أي على الإسلام وفى رواية أخرى فأتى بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها فأتى بإناء منها فيه ماء فشرب منه قليلا وفى رواية أنه لم يشرب منه شيئا وأنه قيل له لو شربت الماء أي جميعه أو بعضه لغرقت أمتك أي وفى رواية أنه سمع قائلا يقول إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته ثم رفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب منه حتى روى أي وفى رواية سمع قائلا يقول إن أخذ اللبن هدى وهديت أمته ثم رفع إليه إناء فيه خمر فقيل له اشرب فقال لا أريده فقد رويت فقال له جبريل إنها ستحرم على أمتك أي بعد إباحتها لهم وفى رواية أنه قيل له لو شربت الخمر لغويت أمتك ولم تتبعك أي لا يكون على طريقتك منهم إلا قليل أي وفى رواية أنه سمع قائلا يقول إن أخذ الخمر غوى وغويت أمته أقوم وهذه الرواية محتملة لأن تكون وهو في بيت المقدس ولأن تكون وهو خارج عنه ومن هذا كله تعلم أنه تكرر عليه عرض اللبن والخمر داخل بيت المقدس
(١٠٨)