خبرناهم فوجدنا أجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة فلا تخشوهم * (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) * وحينئذ يكون مراد موسى بقوله وأخي من واخاه ووافقه لا خصوص هارون ثم دعا بقوله فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين اى باعد بيننا وبينهم فضرب عليه التيه فتاهوا أي تحيروا في ستة فراسخ من الأرض يمشون النهار كله ثم يمسون حيث أصبحوا ويصبحون حيث أمسوا وأنزل الله تعالى عليهم المن والسلوى لأنهم شغلوا عن المعاش وأبقيت عليهم ثيابهم لا تخلق ولا تتسخ وتطول مع الصغير إذا طال وظلل عليهم الغمام من الشمس ولما رأى موسى عليهم الصلاة والسلام ما بهم من التعب ندم على دعائه عليهم وفى حياة الحيوان لما عبد بنو إسرائيل العجل أربعين يوما عوقبوا بالتيه أربعين سنة لكل يوم سنة فأوحى الله تعالى له فلا تأس أي لا تحزن على القوم الفاسقين أي الذين فسقوا أي خرجوا عن أمرك قال في أنس الجليل وفى زمن الاسلام منزل حكام الشرطة فإنها الآن قرية من قرى بيت المقدس ثم مات وهارون بالتيه مات هارون أولا ثم موسى بعد سنتين وفى ذلك رد على من قال إن قبر هارون أخي موسى بأحدكما سيأتي وفيه رد أيضا على من يقول موسى مات قبل هارون وأنه دفنه وقيل إن هارون رأى سريرا في بعض الكهوف فقام عليه فمات وإن بني إسرائيل قالوا قتل موسى هارون حسدا له على محبة بني إسرائيل له فقال لهم موسى ويحكم كان أخي ووزيري أفترنى أقتله فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا فنزل السرير الذي قام عليه فمات حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدقوه وعلى الأول أن موسى انطلق ببنى إسرائيل إلى قبره ودعا الله أن ينجيه فأحياه الله تعالى وأخبرهم أنه مات ولم يقتله موسى وعند ذلك قام بالأمر يوشع بن نون المذكور أي فإن موسى لما احتضر أخبرهم بأن يوشع بعده نبي وإن الله أمره بقتال الجبارين فسار بهم يوشع وقاتل الجبارين وكان يوم الجمعة ولما كاد أن يفتحها كادت الشمس أن تغرب فقال للشمس أيتها الشمس إنك مأمورة وأنا مأمور بحرمتي عليك إلا ركدت أي مكثت ساعة من النهار وفى رواية قال اللهم احبسها على فحبسها الله تعالى حتى افتتح المدينة أي قال
(١٠٠)