قالوا نعم قال لئن قال ذلك لقد صدق قالوا تصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح قال نعم إني لاصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء في غدوته أي وهى ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس وروحة أي وهى اسم للوقت من الزوال إلى الليل أي وهذا تفسير لهما بحسب الأصل وإلا فالمراد أنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة واحدة من ليل أو نهار فأصدقه فهذا أي مجىء الخبر له من السماء بواسطة الملك أبعد مما تعجبون منه أي وحينئذ يجوز أن يكون قول أبى بكر للمطعم ما تقدم كان بعد هذا القول أي قاله بعد أن اجتمع به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقود بلغته مقالته فلا مخالفة بين الروايتين وإلى إسرائه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وتحديثه قريشا بذلك أشار صاحب الهمزية بقوله * حظى المسجد الحرام بممشا * ه ولم ينس حظه إيلياء * ثم وافى يحدث الناس شكرا * إذ أتته من ربه النعماء * أي جميع المسجد الحرام حصل له الحظ الأوفر بممشاه صلى الله عليه وسلم فيه ففضل سائر البقاع ولم ينس حظه من ممشاه صلى الله عليه وسلم بيت المقدس بل شرفه الله تعالى بمشيه فيه أيضا ففضل على ما عدا المسجدين أي مسجد مكة ومسجد المدينة ثم وافى صلى الله عليه وسلم مكة يحدث الناس لأجل قيامه بالشكر لله تعالى أو حال كونه شاكرا له تعالى وقت أو لأجل أن أتته من ربه النعماء في تلك الليلة ثم قال المطعم يا محمد صف لنا بيت المقدس أراد بذلك إظهار كذبه وقيل القائل له ذلك أبو بكر قال له صفه لي فإني قد جئته أراد بذلك إظهار صدقه صلى الله عليه وسلم لقوله فقال دخلته ليلا وخرجت منه ليلا فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فصوره في جناحه أي جاء بصورته ومثاله في جناحه فجعل صلى الله عليه وسلم يقول باب منه كذا في موضع كذا وباب منه كذا في موضع كذا وأبو بكر رضى الله تعالى عنه يقول صدقت أشهد انك رسول الله حتى أتى على أوصافه أي ومعلوم أن من ذهب بيت المقدس من قريش يصدق على ذلك أيضا وفى رواية لما كذبتني قريش أي وسألتنى عن أشياء تتعلق ببيت المقدس لم أثبتها أي قالوا له كم للمسجد من باب فكربت كربا شديدا لم أكرب مثله قط قمت في الحجر
(٩٢)