السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
آل البيت فجاءت سحابة غطت الشمس فظن وظن الناس الحاضرون عنده أن الشمس غابت فأرادوا الانصراف فأشار إليهم أن لا يتحركوا ثم أدار وجهه إلى ناحية الغرب وقال * لا تغربي يا شمس حتى ينتهى مدحي لآل المصطفى ولنجله * * إن كان للمولى وقوفك فليكن هذا الوقوف لولده ولنسله * فطلعت الشمس فلا يحصى ما رمى عليه من الحلى والثياب هذا كلامه ولما افتتحوا المدينة التي هي أريحا أصابوا بها أموالا عظيمة وكانوا أي الأمم السابقة إذا أصابوا الغنائم قربوها فتجئ النار تأكلها أي إذا لم يكن فيها غلول كما تقدم فمجئ النار وأكلها دليل على قبولها ولم تحل إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم كما سيأتي فلما أصابوا تلك الغنائم قربوها فلم تجئ إليها النار فقالوا له يا نبي الله ما لها لا تأكل قرباننا قال فيكم الغلول فدعا رأس كل سبط وصافحه فلصق كف واحد منهم في كف يوشع عليه السلام فقال الغلول في سبطك فقال كيف أعلم ذلك قال تصافح واحدا بعد واحد فلصقت كفه بكف واحد منهم فسئل فقال نعم رأيت رأس بقرة من ذهب عيناها من ياقوت وأسنانها من لؤلؤ فأعجبتنى فغللتها فجاء بها ووضعها في الغنيمة فجاءت النار فأكلتها وذكر البغوي أن الشمس حبست عن الطلوع لموسى عليه الصلاة والسلام كما حبست كذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم كما تقدم وكذا القمر حبس لموسى عليه الصلاة والسلام عن الطلوع له فعن عروة بن الزبير رضى الله تعالى عنه قال إن الله تعالى حين أمر موسى عليه الصلاة والسلام بالمسير ببنى إسرائيل إلى بيت المقدس أمره أن يحمل معه عظام يوسف عليه الصلاة والسلام وأن لا يخلفها بأرض مصر وأن يسير بها حتى يضعها بالأرض المقدسة أي وفاء بما أوصى به يوسف عليه الصلاة والسلام فقد ذكر أن يوسف عليه الصلاة والسلام لما أدركته الوفاة أوصى أن يحمل إلى مقابر آبائه فمنع أهل مصر أولياءه من ذلك فسأل موسى عليه الصلاة والسلام عمن يعرف موضع قبر يوسف فما وجد أحدا يعرفه إلا عجوزا من بني إسرائيل فقالت له يا نبي الله أنا أعرف مكانه وأدلك عليه إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر قال أفعل وفى لفظ إنها قالت أكون معك في الجنة فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له أعطها طلبتها فأعطاها
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»