السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٤
ووجه عدم المنافى أن كلا من حاطب وسليط يجوز أن يكون هاجر بغير أهله وكان مع رقية أم أيمن حاضنته صلى الله عليه وسلم وكانت رقية رضى الله تعالى عنها ذات جمال بارع وكذا عثمان رضى الله تعالى عنه ومن ثم كان النساء يغنينهما بقولهن * أحسن شئ قد يرى انسان * رقية وبعدها عثمان * ومن ثم ذكر أنه صلى الله عليه وسلم بعث رجلا إلى عثمان ورقية رضى الله تعالى عنهما فاحتبس عليه الرسول فلما جاء اليه قال له صلى الله عليه وسلم ان شئت أخبرتك ما حبسك قال نعم قال وقفت تنظر إلى عثمان ورقية تعجب من حسنهما أي ومعلوم أن ذلك كان قبل اية الحجاب ويذكر أن نفرا من الحبشة كانوا ينظرون إليها فتأذت من ذلك فدعت عليهم فقتلوا جميعا وقد جاء في وصف حسن عثمان رضى الله تعالى عنه قوله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل ان أردت أن تنظر من أهل الأرض شبيه يوسف الصديق فانظر إلى عثمان بن عفان وسيأتي ذلك مع زيادة وأبو سلمة هاجر ومعه زوجته أم سلمة أي وقيل هو أول من هاجر بأهله وهو مخالف للرواية السابقة أن عثمان أول من هاجر بأهله ويمكن أن تكون الأولية فيه إضافية فلا ينافي ما سبق عن عثمان وعامر بن ربيعة هاجر ومعه امرأته ليلى أي وعنها رضى الله تعالى عنها كان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه من أشد الناس علينا في اسلامنا فلما ركبت بعيري أريد أن أتوجه إلى أرض الحبشة إذا أنا بعمر بن الخطاب فقال لي إلى أين يا أم عبد الله فقلت قد اذيتمونا في ديننا نذهب في أرض الله حيث لا نؤذى فقال صحبكم الله ثم ذهب فجاء زوجي عامر فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال ترجين أن يسلم عمر والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب أي استبعادا لما كان يرى من قسوته وشدته على أهل الاسلام وهذا دليل على أن اسلام عمر كان بعد الهجرة الأولى للحبشة وهو كذلك أي خلافا لمن قال إنه كان تمام الأربعين من المسلمين أي ممن أسلم وفيه أن المهاجرين إلى أرض الحبشة كانوا فوق ثمانين كما قاله بعضهم اللهم الا أن يقال إنه كان تمام الأربعين بعد خروج المهاجرين إلى أرض الحبشة وربما يدل لذلك قول عائشة رضى الله تعالى عنها في قصة الصديق وفى ضرب قريش له رضى الله تعالى عنه
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»