غزوة سفوان ويقال لها غزوة بدر الأولى وحين قدم صلى الله عليه وسلم من غزوة العشيرة لم يقم بالمدينة الا ليالي لم تبلغ العشرة حتى غزا وخرج خلف كرز بن جابر الفهري وقد أغار قبل ان يسلم على سرح المدينة اي النعم والمواشي التي تسرح للمرعى بالغداة خرج في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان بالمهملة والفاء ساكنة وقيل مفتوحة من ناحية بدر اي ولذا قيل لها غزوة بدر الأولى وفاته صلى الله عليه وسلم كرز ولم يدركه وكان قد استعمل على المدينة زيد بن حارثة وحمل اللواء وكان ابيض علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه وقد تبعت الأصل في تقديم غزوة العشيرة على غزوة سفوان لما تقدم وهو عكس ما في سيرة الشامي الموافق لسيرة الدمياطي ولما في الامتاع والله أعلم باب تحويل القبلة وحولت القبلة في شهر رجب من السنة المذكورة التي هي الثانية في نصفه وقيل في نصف شعبان قال بعضهم وعليه الجمهور الأعظم وقيل كان في جمادى الآخرة اي فقد قيل إنه صلى الله عليه وسلم صلى في المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وقيل سبعة عشر شهرا وقيل أربعة عشر شهرا وقيل غير ذلك وتقدم أنه صلى الله عليه وسلم صلى في مسجده بعد تمامه إلى بيت المقدس خمسة اشهر والأكثرون على أن تحويلها كان في صلاة الظهر وقيل العصر اي ففي الصحيحين عن البراء ان أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم اي للكعبة صلاة العصر وقد يقال لا منافاة لجواز ان يكون المراد أول صلاة صلاها كلها للكعبة صلاة العصر لان الظهر صلى نصفها الأول لبيت المقدس ونصفها الثاني للكعبة ثم رايت الحافظ ابن حجر فعل كذلك حيث قال التحقيق ان أول صلاة صلاها بالمسجد النبوي صلاة العصر أو ان التحويل في العصر كان في محل اخر للأنصار اي وهم بنو حارثة وقيل حولت في صلاة الصبح وهو محمول على أن ذلك كان في قباء لان الخبر لم يبلغهم
(٣٥٢)