السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٤
أم حرام بنت ملحان تفلى رأسه الشريفة وينام عندها استدل ان من خصائصه صلى الله عليه وسلم جواز النظر إلى الأجنبية والخلوة بها لامنه الفتنة كماا سيأتي والله أعلم وسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين وقيل كانت تلك الصلاة التي هي صلاة الظهر التي وقع التحول فيها في مسجده صلى الله عليه وسلم فخرج عباد بن بشر وكان صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر على قوم من الأنصار يصلون العصر وهم راكعون فقال اشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيت يعني الكعبة ثم بلغ أهل قباء ذلك وهم في صلاة الصبح في اليوم الثاني اي وهم ركوع وقد ركعوا ركعة فنادى مناد الا ان القبلة قد حولت إلى الكعبة فتحولوا إليها اي وفي البخاري بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم ات فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قران وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا إلى الكعبة وفي مسلم بدل صلاة الصبح الغداة قال الحافظ ابن حجر وهو أحد أسمائها وقد نقل بعضهم كراهة تسميتها بذلك ولم ينقل انهم أمروا بقضاء العصر والمغرب والعشاء ولا إعادة الركعة التي صلوها من الصبح وهو دليل على أن الناسخ لا يلزم حكمه الا بعد العلم به وان تقدم نزوله وعلى انه يجوز ترك الامر المقطوع به وهو استقبال بيت المقدس إلى امر مظنون وهو خبر الواحد وأجيب عن هذا الثاني بان الخبر المذكور احتفت به قرائن أفادت القطع عندهم بصدق المخبر فلم يتركوا الامر المعلوم الا لامر معلوم أيضا على أنه يجوز نسخ المتواتر بالآحاد لان محل النسخ الحكم ودلالة المتواتر عليه ظنية كما تقرر في محله ويقال ان المبلغ لهم عباد ابن بشر أيضا فيكون عباد اتى بني حارثة أولا في صلاة العصر ثم توجه إلى أهل قباء فأعلمهم بذلك في وقت الصبح والقران الذي نزل قوله تعالى * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * الآيات أي والى هذا يشير بعضهم بقوله * كم للنبي المصطفى من اية * غراء حار الفكر في معناها * * لما رأى الباري تقلب وجهه * ولاه أيمن قبلة يرضاها * وعن عمارة بن أوس الأنصاري قال صلينا احدى صلاتي العشى أي وهما الظهر والعصر فقام الرجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى ان الصلاة قد وجهت
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»