تسليم صحته ان صخرة بيت المقدس كانت قبلة لجميع الأنبياء انهم كانوا يصلون إليها ويجعلونها بينهم وبين الكعبة فلا مخالفة لا يقال هذا ليس أولى من العكس أي ان استقبال الأنبياء للكعبة انما كانوا يجعلونها بينهم وبين صخرة بيت المقدس لأنا نقول قد ذكر في الأصل في تفسير قوله تعالى * (ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك) * أي يكتمون ما علموا من أن الكعبة هي قبلة الأنبياء أي المقصودة بالاستقبال لا انهم يستقبلونها لأجل صخرة بيت المقدس وذكر عن بعضهم ان اليهود لم تجد كون الصخرة قبلة في التوراة وانما كان تابوت السكينة على الصخرة فلما غضب الله على بني إسرائيل رفعه فصلوا إلى الصخرة بمشاورة منهم أي وادعوا انها قبلة الأنبياء وما تقدم عن الزهري تقدم الجواب عنه ثم قالوا والله ان أنتم الا قوم تفتنون فانزل الله تعالى * (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب) * أي الجهات كلها فليامر بالتوجه إلى أي جهة شاء لا اعتراض عليه * (يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) * أي فكان أول ما نسخ امر القبلة فعن ابن عباس أول ما نسخ من القران فيما يذكر لنا والله أعلم شان القبلة فاستقبل صلى الله عليه وسلم بيت المقدس أي بمكة والمدينة ثم صرفه الله تعالى إلى الكعبة أي واما قوله تعالى * (فأينما تولوا فثم وجه الله) * فمحمول على النفل في السفر إذا صلى حيث توجه وما قيل إن سبب نزولها ما ذكره بعض الصحابة قال كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر اين القبلة فصلى كل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ففيه نظر لضعف الحديث أو هو محمول على ما إذا صلوا باجتهاد أي ولما توجه صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قال المشركون من أهل مكة توجه محمد بقبلته إليكم وعلم انكم كنتم اهدى منه ويوشك أي يقرب ان يدخل في دينكم ومن ثم ارتد جماعة وقالوا مرة هاهنا ومرة هاهنا ولما حولت القبلة إلى الكعبة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء فقدم جدار المسجد موضعه الان وقالت الصحابة له يا رسول الله لقد ذهب منا قوم قبل التحول فهل يقبل منا ومنهم فانزل الله تعالى قوله * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) * أي
(٣٥٦)