بركة الله تعالى ونزل معه صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة رضى الله تعالى عنه أقول وفى رواية فتنازع القوم أيهم ينزل عليه أي كل يحرص على أن تكون داره له منزلا أي مقاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الليلة على بنى النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر وحينئذ يكون قوله صلى الله عليه وسلم أنزل الليلة أي غد تلك الليلة ولا يخالف هذا ما قبله من قول بنى النجار هلم إلينا وقوله لهم إنها مأمورة لجواز أن يكون أمر بالنزول عليهم وأعلم أن خصوص البقعة والمحلة من محلات بنى النجار التي ينزل بها من دارهم ما تبرك به الناقة وفيه أنه يبعد مع ذلك أي مع قوله المذكور أي أنه ينزل على بنى النجار سؤال غير بنى النجار في النزول عنده إلا أن يقال لعل السائلين له صلى الله عليه وسلم في ذلك لم يبلغهم قوله المذكور أو جوزوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا له في ذلك رأى وقد أشار إلى نزوله صلى الله عليه وسلم على بنى النجار الامام السبكي في تائيته بقوله * نزلت على قوم بأيمن طائر * لأنك ميمون السنا والنقيبة * * فيالبنى النجار من شرف به * يجرون أذيال المعالي الشريفة * وهذا السياق يدل على أن تنازع القوم وقوله لهم المذكور كان في آخر ليلة وهو في قباء وهو يرد قول بعضهم يشبه أن يكون ذلك في أول قدومه صلى الله عليه وسلم من مكة قبل نزوله قباء لا في قدومه باطن المدينة فالمراد بأهل المدينة أهل قباء ويرد قول سبط ابن الجوزي لعله نزل على بنى النجار ليلة انتهى أي تلك الليلة ثم ارتحل إلى بنى عمرو بن عوف أي في قباء هذا وفى رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ من بنى النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر رديفه وملأ من بنى النجار حوله حتى أناخ بفناء أبى أيوب وهذه الرواية وقع فيها اختصار كبير ويقال إنه صلى الله عليه وسلم عرج على عبد الله بن أبي ابن سلول وكان جالسا محتبيا وأراد النزول عليه فقال له اذهب إلى الذين دعوك وانزل عليهم فقال له سعد
(٢٤٩)