السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٥
أي أخوال جده عبد المطلب كما تقدم أي بأوائل دورهم فسأله بنو عدى بن النجار أي أولئك الطائفة منهم بمثل ما تقدم أي وفى رواية أنهم قالوا له نحن أخوالك هلم إلى العدة والمنعة والعزة مع القرابة لا تجاوزنا إلى غيرنا يا رسول الله أي زاد في رواية لا تجاوزنا ليس أحد من قومنا أولى بك منا لقرابتنا وأجابهم بأنها مأمورة فانطلقت حتى بركت في محل من محلات بنى النجار وذلك في محل المسجد أي محل بابه أو في محل المنبر الآن وذلك عند دار بنى مالك بن النجار وعند باب أبى أيوب الأنصاري أي واسمه خالد بن زيد النجاري الأنصاري الخزرجي شهد العقبة وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع علي بن أبي طالب من خاصته شهد معه الجمل وصفين والنهروان غزا أيام معاوية أرض الشام مع يزيد بن معاوية سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين فتوفى عند مدينة قسطنطينية فدفن هناك وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره حتى خفى أثر القبر خوفا أن تنبشه الكفار فكان المشركون إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فيمطروا فلم ينزل عنها صلى الله عليه وسلم ثم وثبت وسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها ثم التفتت خلفها ورجعت إلى مبركها فبركت فيه وتجلجلت أي بالجيم تضعضت ووضعت جرانها أي باطن عنقها من المذبح إلى المنحر وأزرمت أي صوتت من غير أن تفتح فاها فنزل عنها صلى الله عليه وسلم وقال * (رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين) * أي قال ذلك أربع مرات وأخذه صلى الله عليه وسلم الذي كان يأخذه عند الوحي أي وسرى عنه وقال هذا إن شاء الله يكون المنزل أي وأمر أن يحط رحله وفى لفظ أن أبا أيوب قال له ائذن لي أن أنقل رحلك فأذن له واحتمل أبو أيوب رحله فوضعه في بيته أي وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته فكانت عنده أي وذكر بعضهم أن أبا أيوب لما نقل رحله أناخ الناقة في منزله وقد يقال لا مخالفة لجواز أن يكون أسعد أخذ بزمامها بعد ذلك فكانت عنده أي وعن أبي أيوب رضى الله تعالى عنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يأويه فقرعتهم الحديث وقد يقال مراده بالأنصار أهل تلك المحلة التي بركت فيها الناقة وذكر السهيلي أنها لما ألقت جرانها في دار بنى النجار أي في محل من محلاتها جعل
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»