السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٢
بدا يأزر كما تأزر الحية إلى جحرها وإنما كرهت تسميتها بيثرب لأن يثرب مأخوذ من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب ومنه قوله تعالى * (لا تثريب عليكم اليوم) * أو من الثرب بالتحريك وهو الفساد وعن القاسم بن محمد قال بلغني أن للمدينة في التوراة أربعين اسما وقيل أحد عشر من جملتها سكينة أي ومن جملتها الجابرة أي التي تجبر والعذراء والمرحومة وفى كلام بعضهم لها نحو مائة اسم منها دار الأخيار ودار الأبرار ودار الإيمان ودار السنة ودار السلامة ودار الفتح قال الإمام النووي لا يعرف في البلاد أكثر اسما منها ومن مكة ومما يدل على أن خروجه صلى الله عليه وسلم من قباء متوجها إلى المدينة كان يوم الجمعة قول بعضهم وعند مسيره صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أدركته صلاة الجمعة في بنى سالم ابن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي بمن معه من المسلمين وهم مائة وصلاها بعد ذلك في المدينة وكانوا به صلى الله عليه وسلم أربعين فعن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم جمع بالمدينة وكانوا أربعين رجلا أي ولم يحفظ أنه صلاها مع النقص عن هذا العدد ومن حينئذ صلى الجمعة في ذلك المسجد سمى هذا المسجد بمسجد الجمعة وهو على يمين السالك نحو قباء فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة أي وخطب لها وهى أول خطبة خطبها في الإسلام أي ومن خطبته تلك فمن استطاع أن يقى وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإنها تجزى الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله وبركاته وفى رواية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونقل القرطبي هذه الخطبة في تفسيره وأوردها جميعها في المواهب وليس فيها هذا اللفظ أقول هذا واضح إن كان أقام في قباء والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس كما تقدم وأما على أنه صلى الله عليه وسلم أقام بضع عشرة ليلة أو أكثر من ذلك كما تقدم فيبعد أنه لم يصل الجمعة في قباء في تلك المدة ثم رأيت في كلام بعضهم أنه كان يصلى الجمعة في مسجد قباء في إقامته هناك أي ويبعد أنه صلاها من غير خطبة وفى الجامع الصغير إن الله كتب عليكم الجمعة
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»