السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧٣٩
* وسادن أبصرته مقبلا * فقلت من وجدى به مرحبا * * قد فؤادي في الهوى قدة * قد على في الوغى مرحبا * أي وقد يجمع بين كون القاتل لمرحب عليا كرم الله وجهه وكون القاتل له محمد ابن مسلمة بأن محمد بن مسلمة أثبته أي بعد أن شق علي كرم الله وجهه هامته لجواز أن يكون شق هامته ولم يثبته فاثبته محمد بن مسلمة ثم أن عليا كرم الله وجهه وقف عليه أي ويدل لذلك ما في بعض السير عن الواقدي رحمه الله لما قطع محمد بن مسلمة ساقى مرحب قال له مرحب أجهز على فقال لا ذق الموت كما ذاقه أخي ومر به علي كرم الله وجهه فضرب عنقه وأخذ سلبه فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلبه فقال محمد يا رسول الله ما قطعت رجليه وتركته إلا ليذوق الموت وكنت قادرا أن أجهز عليه فقال على كرم اله وجهه صدق فأعطى سلبه لمحمد بن مسلمة رضي الله عنه ولعل هذا كان بعد مبارزة عامر بن الأكوع لمرحب فلا ينافي ما مر عن فتح الباري ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر أي وهو يرتجز بقوله * قد علمت خيبر أنى ياسر * شاكي السلاح بطل مغادر * وكان أيضا من مشاهير فرسان يهود وشجعانهم وهو يقول من يبارز فخرج له الزبير رضي الله عنه فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إنه يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله فقتله الزبير رضي الله عنه أي وعند ذلك قال له صلى الله عليه وسلم فداك عم وخال لكل نبي حواري وحوارى الزبير وذكر الزمخشري أن هذه الواقعة للزبير كانت في بنى قريضة حيث قال إنه يعنى الزبير رضي الله عنه أول من استحق السلب وكان ذلك في بني قريظة برز رجل من العدو فقال رجل ورجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم يا زبير فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب واحدى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما علا صاحبه فقتله فعلاه الزبير رضي الله عنه فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه وقال السلب للقاتل هذا كلامه فليتأمل فإني لم أقف في كلام أحد على أن بني قريظة وقعت منهم مقاتلة بالمبارزة
(٧٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 734 735 736 737 738 739 740 741 742 743 744 ... » »»