السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٧١٤
عليه وسلم قافلا إلى المدينة أي بعد أن أقام بالحديبية تسعة عشر يوما وقيل عشرين يوما فلما كان صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة أي بكراع الغميم أنزلت عليه سورة الفتح أي وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس وحصل للناس مجاعة فقالوا يا رسول الله جهدنا أي أصابنا الجهد وهو المشقة من الجوع وفي الناس ظهر أي إبل فانحره لنأكل من لحمه ولندهن من شحمه ولنحتذى من جلوده فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تفعل يا رسول الله فإن الناس إن يكن فيهم بقية ظهر أمثل كيف بنا إذا لاقينا العدو غدا جياعا ورجالا أي ثم قال ولكن إن رأيت أن تدعو الناس إلى أن يجمعوا بقايا أزوادهم ثم تدعوا فيها بالبركة فإن الله سيبلغها بدعوتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابسطوا أنطاعكم وعباءكم ففعلوا ثم قال من كان عنده بقية من زاد أو طعام فلينثره ودعا لهم ثم قال قربوا أوعيتكم فأخذوا ما شاء الله أي وحشوا أوعيتهم وأكلوا حتى شبعوا وبقي مثله وفي مسلم خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأخذنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم فجمعنا من أزوادنا فبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النطع فكان كربضة العنز أي كقدر العنز وهي رابضة أي باركة وكنا أربع عشرة مائة وقال الراوي فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جربنا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله والله لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلا حجب من النار وقال صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه هل من وضوء بفتح الواو وهو ما يتوضأ به فجاء رجل بإداوة وهي الركوة فيها نطفة من ماء أي قليل من ماء وقيل للماء نطفة لأنه ينطف أي يصب فأفرغها في قدح أي ووضع راحته الشريفة في ذلك الماء قال الراوي فتوضأنا كلنا أي الأربع عشرة مائة ندغفقه دغفقة أي نصبه صبا شديدا ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا هل من طهور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرغ الوضوء وإلى تكثير الطعام والماء أشار صاحب الهمزية رحمه الله تعالى بقوله في وصف راحته الشريفة
(٧١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 709 710 711 712 713 714 715 716 717 718 719 ... » »»