السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٧
غزوة بني الحيان بناحية عسفان ولحيان بكسر اللام وفتحها قبيلة من هذيل لا يخفى أن بعد مضى ستة أشهر من غزوة بني قريظة غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني لحيان يطلبهم بأصحاب الرجيع أي وهم خبيب وأصحابه رضي الله عنهم الذين قتلوا ببئر معونة كما سيأتي ذكر ذكر في السرايا أي لأنه صلى الله عليه وسلم وجد أي حزن وجدا شديدا على أصحابه المقتولين بالرجيع وأراد أن ينتقم من هذيل فأمر أصحابه بالتهيؤ وأظهر أنه يريد الشام أي ليدرك من القوم غرة أي غفلة واستعمل على المدينة أبن أم مكتوم رضي الله عنه وخرج في مائتي رجل ومعهم عشرون فرسا ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى المحل الذي قتل فيه أهل الرجيع ترحم عليهم ودعا لهم بالمغفرة فسمعت به بنو لحيان فهربوا إلى رؤوس الجبال أي وأرسل السرايا في كل ناحية فلم يجدوا أحدا أي وأقام على ذلك يومين فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه فاته ما أراده من غرتهم قال لو أنا هبطنا عسفان لرأي أهل مكة أنا قد جئنا مكة فخرج في مائتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان وهذا يدل على أن أصحابه كانوا أكثر من مائتين وهو يخالف ما تقدم أنه خرج في مائتي رجل إلا أن يقال زادوا على المائتين بعد خروجه ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم ثم كرا راجعين وفي لفظ آخر فبعث أبا بكر رضي الله عنه في عشرة فوارس القصة أي وقد يقال لا منافاة بين اللفظين ثم توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين وجه أي توجه إلى المدينة آيبون تائبون إن شاء الله لربنا حامدون أي وفي رواية لربنا عابدون أعوذ بالله من وعثاء السفر أي مشقة السفر وكآبة أي حزن المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال قال وزاد بعضهم اللهم بلغنا بلاغا صالحا يبلغ إلى خير مغفرتك ورضوانك قيل ولم يسمع هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وكانت غيبته عن المدينة أربع عشرة ليلة ا ه وذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع من بني لحيان وقف على الأبواء فنظر
(٦٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 682 ... » »»