السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٦٦
فأنزلوه فقال عمرو رضي الله عنه السيد هو الله وفي رواية إلى خيركم أي معاشر المسلمين من المهاجرين والأنصار أو معاشر الأنصار فقاموا اليه فقالوا يا أبا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم وفي رواية فقمنا صفين يحييه كل رجل منا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكم فيهمي يا سعد فقال الله ورسوله أحق بالحكم قال قد أمرك الله أن تحكم فيهم فقال سعد أي لمن في الناحية التي ليس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ههنا مثل ذلك وأشار إلى الناحية التي فيها رسول الله وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أي وفي لفظ فقال سعد لبني قريظة أترضون بحكمي قالوا نعم فأخذ عليهم عهد الله وميثاقه أن الحكم ما حكم به قال سعد فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وفي لفظ أن يقتل كل من جرت عليه الموسى وتغنم الأموال وتسبى الذراري والنساء زاد بعضهم وتكون الديار للمهاجرين دون الأنصار فقالت الأنصار إخواننا يعنون المهاجرين لنا معهم فقال إني أحببت ان يستغنوا عنكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة ارقعة أي السماوات السبع قيل سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم وجاء في الصحيح من فوق سبع سماوات والمراد أن شأن هذا الحكم العلو والرفعة قد طرقني بذلك الملك سحرا ثم أمر صلى الله عليه وسلم أن يجمع ما وجد في حصونهم من الحلقة والسلاح وغير ذلك فجمع فوجد فيها ألف وخمسائمة سيف وثلاثمائة درع وألفى رمح وخمسمائة ترس وحجفة ووجد أثاثا كثيرا وآنية كثيرة وأجمالا نواضح أي يسقى عليها الماء وماشية وشياها كثيرة وخمس ذلك أي مع النخل والسبي حتى الرثة وهو السقط من أمتعة البيت خمسة أجزاء ففض أربعة أسهم على الناس فجعل الفارس ثلاثة أسهم أي سهم له وسهمان لفرسه والراجل سهما قال بعضهم وهو أول فيء وقعت فيه السهام ورضخ للنساء اللاتي حضرن القتال وهن صفية عمته صلى الله عليه وسلم وأم عمارة وأم سليط وأم العلاء والسميراء بنت قيس وأم سعد بن معاذ وكبشة بنت رافع
(٦٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 661 662 663 664 665 666 667 668 669 670 671 ... » »»