غزوة ذي قرد بفتح القاف والراء وقيل بضمهما أي وقيل بضم الأول وفتح الثاني اسم ماء والقرد في الأصل الصوف الردئ ويقال لها غزوة الغابة والغابة الشجر الملتف لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة بني لحيان لم يقم بها إلا ليالي قلائل حتى أغار عيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة أي وكانت اللقاح عشرين لقحة وهي ذات اللبن القريبة من الولادة أي لها ثلاثة أشهر ثم هي لبون وفيها رجل من بني غفار هو ولد أبي ذر الغفاري وزوجة لأبي ذر فقوله وامرأة له أي لأبي ذر رضي الله عنه لا لولده كما يعلم مما يأتي وكان راعيها يئوب أي يرجع بلبنها كل ليلة عند المغرب إلى المدينة أي فإن المسافة بينها وبين المدينة يوم أو نحو يوم فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة مع اللقاح وعند ابن سعد كان فيها أبو ذر وولده أي وزوجة أي ذر فقتلوا ولده أي واحتملوا المرأة قال جاء أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون في اللقاح فقال له صلى الله عليه وسلم لا تأمن عيينة بن حصين وذويه أن يغيروا عليك فألح عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لكأني بك قد قتل ابنك وأخذت امرأتك وجئت تتوكأ على عصاك فكان أبو ذر رضي الله عنه يقول عجبا لي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكأني بك وأنا ألح عليه فكان والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني والله لف منزلنا ولقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روحت وحلبت عتمتها ونمنا فلما كان الليل أحدق بنا عيينة بن حصن في أربعين فارسا فصاحوا بنا وهم قيام على رؤوسنا فاشرف لهم ابني فقتلوه وكان معه ثلاثة نفر فنجوا وتنحيت عنهم وشغلهم عني إطلاق عقل اللقاح ثم صاحوا في أدبارها فكان آخر العهد بها ولما قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته تبسم آه أي وروى بدل عيينة بن حصن ابنه عبد الرحمن بن عيينة بن حصن قال بعضهم ولا منافاة لأن كلا من عيينة بن حصن وعبد الرحمن بن عيينة كانا في القوم وكان أول من علم بهم سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فإنه غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ومعه غلام
(٦٧٩)