السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٨٠
لطلحة بن عبيد الله معه فرس له أي لطلحة يقوده فلقي غلاما لعبد الرحمن بن عوف فأخبره أن عيينة بن حصن قد أغار على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعين فارسا من غطفان قال سلمة فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد أغير على سرحه أي وهذا السياق يدل على أن رباحا غلامه صلى الله عليه وسلم كان مع سلمة أسقط الراوي ذكره ولم يقل ومعه رباح غلامه صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن رباحا هذا هو غلام عبد الرحمن الذي أخبر سلمة خبر اللقاح ولا منافاة بين كون رباح غلامه صلى الله عليه وسلم وغلام عبد الرحمن لجواز أن يكون كان لعبد الرحمن ثم وهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فهو غلام عبد الرحمن بحسب ما كان ثم رأيت ما يؤيد الأول وهو ما في بعض الروايات عن سلمة قال خرجت أنا ورباح عبد النبي صلى الله عليه وسلم قبل أين يؤذن بالأولى يعني لصلاة الصبح نحو الغابة وأنا راكب على فرس أبي طلحة الأنصاري فلقيني عبد الرحمن بن عوف قال أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت من أخذها قال غطفان وفزارة وقد طوى في هذه الرواية ذكر غلام طلحة ثم رأيت الحافظ ابن حجر ذكر أنه لم يقف على اسم غلام عبد الرحمن بن عوف هذا أي الذي أخبر سلمة بأمر اللقاح قال ويحتمل أن يكون هو رباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ملك أحدهما وكان يخدم الآخر فنسب تارة إلى هذا وتارة إلى هذا هذا كلامه ولا يخفى بعده للتصريح بأن رباحا غير غلام عبد الرحمن وأن رباحا كان مع سلمة وأن غلام عبد الرحمن هو الذي أخبر سلمة خبر اللقاح ولا منافاة بين كون الفرس لطلحة ولا بين كونها لأبي طلحة ولا بين كون عبد طلحة كان قائدا لها وبين كون سلمة راكبا لها لأنه يجوز أن يكون ركبها أثناء الطريق فليتأمل وفي تسمية غلامه صلى الله عليه وسلم رباحا مع نهيه صلى الله عليه وسلم أن الشخص يسمى رقيقه بأحد أربعة أسماء أفلح ورباح ويسار ونافع وزاد في رواية خامسا وهو نجيح فهلا غير صلى الله عليه وسلم اسمه إن كانت وقعت التسمية من غيره صلى الله عليه وسلم ويقال لم يغير صلى الله عليه وسلم ذلك الاسم إشارة إلى أن النهي للتنزيه
(٦٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 ... » »»