السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٦٩
واحدة قالت والله إنها لعندي تتحدث معي وتضحك ظهرا وبطنا أي وكانت جارية حلوة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجلها في السوق أي لأنها دخلت على عائشة وبنو قريظة يقتلون إذ هتف هاتف باسمها أين نباته قالت انا والله قالت عائشة فقلت لها ويلك مالك قالت أقتل قلت ولم قالت لحدث أحدثته أي وفي لفظ قتلني زوجي فقالت لها عائشة كيف قتك زوجك قالت أمرني أن ألقي رحى على أصحاب محمد كانوا تحت الحصن مستظلين في فيئة فأدركت خلاد بن سويد فشدخت رأسه فمات وأنا قتل به وفي لفظ آخر إني كنت زوجة رجل من بني قريظة وكان بيني وبينه كأشد ما يتحاب الزوجان فلما اشتد امر المحاصرة قلت لزوجي يا حسرتي على أيام الوصال كادت أن تنقضي وتتبدل بليالي الفراق وما أصنع بالحياة بعدك فقال زوجي إنك صادقة في دعوة المحبة تعالي فإن جماعة من المسلمين جالسون في ظل حصن قال الزبير بن بطا وهو بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة فألقى عليهم حجر الرحا لعله يصيب واحدا منهم فيقتله فإن ظفروا بنا فإنهم يقتلونك بذلك ففعلت قالت فانطلق بها فضرب عنقها فكانت عائشة رضي الله عنها تقول والله ما ألقى عجبا منها طيب نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل وكان في بني قريظة الزبير بن بطا وهو جد الزبير بن ابنه عبد الرحمن وهو بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة كإسم جده وقيل بضم الزاي وفتح المثناة وهو قول البخاري في التاريخ وكان شيخا كبيرا وكان قد من على ثابت بن قيس في الجاهلية يم بغاث وهي حرب التي كانت بين الأوس والخزرج قبل قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة وكان الظفر فيها للأوس على الخزرج آخرا كما تقدم أخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله فجاء ثابت رضي الله عنه للزبير فقال له يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني قال فهل يجهل مثلي مثلك قال إني أردت أن أجزيك بيدك عندي إن الكريم يجزي الكريم وأحوج ما كنت إليك اليوم وعبد الرحمن هذا هو الذي تزوج امرأة رفاعة وشكته للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الذي معه كهدية الثوب وأحبت طلاقه لها ثم أتى ثابت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه كان للزبير علي منة وقد أحببت أن أجزيه بها فهب لي دمه فقال رسول الله صلى الله عليه
(٦٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 664 665 666 667 668 669 670 671 672 673 674 ... » »»