فقال هذا الذي قلت لكم أي وبعد الحصار قيل أرساوا بنباش بن قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا على ما نزلت عليه بنو النضير من أن لهم ما حملت الإبل إلا الحلقة فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسلم لهم نساءهم والذرية فارسلوه ثانيا بأنه لا حاجة لهم بشيء من الأموال لا من الحلقة ولا من غيرها فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد نباش إليهم بذلك ا ه ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا أبا لبابة أي وهو رفاعة بن المنذر لنستشيره في أمرنا أي لأنه كان من حلفاء الأوس وبني قريظة منهم وفي لفظ وكان أبو لبابة مناصحا لهم لأن ماله وولده وعياله كانت في بني قريظة فأرسله صلى الله عليه وسلم إليهم فلما رأوه قام اليه الرجال وجهش أي أسرع اليه النساء والصبيان يبكون في وجهه من شدة المحاصرة وتشتيت ما لهم فرق لهم وقال يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد قال نعم وأشار بيده إلى حلقه أي إنه الذبح أي وفي لفظ ما ترى إن محمدا قد أبى أن لا ينزل إلا على حكمه قال فانزلوا وأومأ إلى حلقه ويروى انهم قالوا له ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأومأ أبو لبابة بيده إلى حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا قال أبو لبابة رضي الله عنه فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني خنت الله ورسوله أي لأن في ذلك تنفيرا لهم عن الانقياد له صلى الله عليه وسلم ومن ثم أنزل الله فيه * (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول) * الآية أي وقيل نزل * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) * الآية وهذ أثبت من الأول وقد يقال كلاهما نزل فيه تلك الآية في توجه اللوم عليه وهذه في توبته لا يقال هي ليست نصا في توبة الله عليه لأنا نقول الترجي في حقه تعالى أمر محقق وعن أبي لبابة رضي الله عنه لما أرسلت بنو قريظة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يرسلني إليهم دعاني قال اذهب إلى حلفائك فإنهم ارسلوا إليكم من بين
(٦٦٣)