السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٨
الحجام مشى إلى يوسف بن عمر منتصحا وأخبره ودله على موضع قبره فاستخرجه وبعث برأسه إلى هشام فكتب إليه هشام أن اصلبه عريانا فصلبه كذلك ويقال إن هشام بن عبد الملك قال يوما لزيد بلغني أنك تريد الخلافة ولا تصلح لك لأنك ابن أمة فقال قد كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم فقال له هشام قم قال إذن لا تراني إلا حيث تكره ومن شعره * لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم * وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا * قيل ورأس زيد دفنت بمصر القديمة بمسجد يقال له مشهد زين العابدين بن الحسين وكذلك وقع في طبقات الشيخ الشعراني نفعنا الله به وببركاته وليس كذلك بل هو محل زيد بن زين العابدين كما ذكره المقريزي في الخطط ويقال له زيد الأزياد وذكر في حياة الحيوان أن ما ينسجه العنكبوت يخرج من خارج جلدها لا من جوفها وعن علي رضى الله تعالى عنه طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه في البيوت يورث الفقر وأمر الله تعالى حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغاز أي ويروى أنهما باضتا أي وفرختا قال لأبى بكر ضع قدمك موضع قدمي فإن الرمل لاينم وتقدم ما في ذلك أي لأن المشركين لما فقدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليهم ذلك وخافوا ذلك وطلبوه بمكة أعلاها وأسفلها وبعثوا القافة أي الذين يقصون الأثر في كل وجه يقفون أثره فوجدوا الذي ذهب إلى جبل ثور أثره وقال ما تقدم وأقبل فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وسيوفهم أي ولما أقبلوا أشفق صلى الله عليه وسلم على صهيب وخاف عليه وقال واصهيباه ولا صهيب لي أي لأنه تواعد معهما أن يكون ثالثهما فلما أراد صلى الله عليه وسلم الخروج للغار أرسل له أبو بكر مرتين أو ثلاثا فوجده يصلى فقال يا رسول الله وجدت صهيبا يصلى فكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال أصبت وتقدمت الحوالة على هذا فلما كان فتيان قريش على أربعين ذراعا من الغار تعجل بعضهم ينظر في الغار فلم ير إلا حمامتين وحشيتين أي مع العنكبوت فقال ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنه أي دفع عنه
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»