السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٢١١
والإرشاد والضمير في أيده بجنود لم تروها راجع للنبي صلى الله عليه وسلم وتلك الجنود ملائكة أنزلهم الله تعالى عليه في الغار يبشرونه صلى الله عليه وسلم بالنصر على أعدائه وروى أ ن أبا بكر رضى الله تعالى عنه عطش في الغار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى صدر الغار فاشرب فانطلق أبو بكر رضى الله تعالى عنه إلى صدر الغار فوجد ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأزكى رائحة من المسك فشرب منه فقال له رسول الله صلى إن الله أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن يخرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار لتشرب قال أبو بكر يا رسول الله ولى عند الله هذه المنزلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وأفضل والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان عمله عمل سبعين نبيا أي وذكر بعضهم قال كنت جالسا عند أبي بكر رضى الله تعالى عنه فقال من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليقم فقام رجل رجل فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدتي بثلاث حثيات من تمر فقال أرسلوا إلى علي فجاء فقال يا أبا الحسن إن هذا يزعم كذا وكذا فاحث له فحثى له فقال أبو بكر عدوها فعدوها فوجدوها كل حثية ستين تمرة لا تزيد ولا تنقص فقال أبو بكر صدق الله ورسوله قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة في الغار كفى وكف على في العدد سواء ذكر الذهبي أنه موضوع ولعل قول الصديق صدق الله ورسوله علة لاختياره عليا على نفسه في أن يحثو لا أن ذلك علة لكون كل حثية جاءت ستين حبة ولما أيست قريش منهما أرسلوا لأهل السواحل إن من أسر أو قتل أحدهما كان له مائة ناقة أي ويقال إن أبا جهل أمر مناديا ينادى في أعلى مكة وأسفلها من جاء بمحمد أو دل عليه فله مائة بعير وإلى قصة الغار أشار صاحب الهمزية بقوله * أخرجوه منها وآواه غار * وحمته حمامة ورقاء * * وكفته بنسجها عنكبوت * ما كفته الحمامة الحصداء * * واختفى منهم على قرب مرآ * ومن شدة الظهور الخفاء * أي كانوا سببا لإخراجه من تلك الأرض التي هي مولده صلى الله عليه وسلم ومرباه ووطنه ووطن آبائه بسبب مبالغتهم في إيدائه وإيذاء أصحابه خصوصا ضعفاءهم وآواه
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»