الخبر زاد في رواية وأنه رأى على أبى بكر أثر الورم فسأل عنه فقال من لدغة الحية فقال صلى الله عليه وسلم الله صلى الله عليه وسلم هلا أخبرتني قال كرهت أن أوقظك فمسحه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب ما به من الورم والألم أي ويحتاج إلى الجمع بين هاتين الروايتين على تقدير صحتهما وحين أخبره أبو بكر بذلك رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة فأوحى الله تعالى إليه قد استجاب الله لك وروى أنه لما صار يسد كل جحر وجده أصاب يده ما أدماها فصار يمسح الدم عن أصبعه وهو يقول * هل أنت إلا أصبع دمت * وفى سبيل الله ما لقيت * وسيأتي أن هذا البيت من كلام ابن رواحة وقيل من كلامه صلى الله عليه وسلم وأنه يجوز أن يكون ابن رواحة ضم ذلك البيت لأبياته ومما قد يؤيد أن ذلك من كلامه صلى الله عليه وسلم ما ذكره سبط ابن الجوزي أن أبا بكر لما لحقه صلى الله عليه وسلم في أثناء الطريق ظنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار فأسرع في المشي فانقطع قبال نعله ففلق إبهامه حجر فسال الدم فرفغ أبو بكر صوته ليعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفه ومما يصرح بذلك ما رأيت عن جندب البجلي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار كذا فدميت أصبعه فذكر البيت المذكور وأراد بالغار غارا من الغيران لا هذا الغار كما توهم وجاء في الصحيحين عن جندب بن عبد الله بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أصابه حجر فدميت أصبعه فقال * هل أنت إلا إصبع دميت * البيت أي ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرالغار أمر الله تعالى شجرة أي وهى التي يقال لها العشار وقيل أم غيلان فنبتت في وجه الغار فسترته بفروعها أي ويقال إنه صلى الله عليه وسلم دعا تلك الشجرة وكانت أمام الغار فأقبلت حتى وقفت على باب الغار وأنها كانت مثل قامة الإنسان وبعث الله العنكبوت فنسجت ما بين فروعها أي نسجا مترا كما بعضه على بعض أي كنسج أربع سنين كما قال بعضهم
(٢٠٦)