السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٠
بالعربية البينة لا ينافي ما قيل أول من تكلم بالعربية آدم في الجنة فلما أهبط إلى الأرض تكلم بالسريانية قيل وسميت سريانية لأن الله تعالى علمها آدم سرا من الملائكة وأنطقه بها وقيل إن أول من كتب الكتاب العربي والفارسي والسرياني والعبراني وغيرها من بقية الإثنى عشر كتابا وهي الحميري واليوناني والرومي والقبطى والبربري والأندلسي والهندي والصيني آدم عليه الصلاة والسلام كتبها في طين وطبخه فلما أصاب الأرض الغرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه فأصاب إسماعيل الكتاب العربي أي وأما ما جاء أول من خط بالقلم إدريس فالمراد به خط الرمل وفي كلام بعضهم أول من تكلم بالعربية المحضة وهي عربية قريش التي نزل بها القرآن إسماعيل وأما عربية قحطان وحمير فكانت قبل إسماعيل ويقال لمن يتكلم بلغة هؤلاء العرب العاربة ويقال لمن يتكلم بلغة إسماعيل العرب المستعربة وهي لغة الحجاز وما والاها وجاء من أحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فإنه يورث النفاق وقد ذكر بعضهم أن أهل الكهف كلهم أعجام ولا يتكلمون إلا بالعربية وأنهم يكونون وزراء المهدى واشتهر على ألسنة الناس أنه صلى الله عليه وسلم قال أنا أفصح من نطق بالضاد قال جمع لا أصل له ومعناه صحيح لأن المعنى أنا أفصح العرب لكونهم هم الذين ينطقون بالضاد ولا توجد في غير لغتهم وإسماعيل عليه الصلاة والسلام أول من ركب الخيل وكانت وحوشا أي ومن ثم قيل لها العراب أو لما سيأتي وقد قال صلى الله عليه وسلم أركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل عليه الصلاة والسلام وفي رواية أوحى الله تعالى إلى إسماعيل أن أخرج إلى أجياد الموضع المعروف سمى بذلك لأنه قتل فيه مائة رجل من العمالقة من جياد الرجال فادع يأتك الكنز فخرج إلى أجياد فألهمه الله تعالى دعاء فدعا به فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا جاءته وأمكنته من نواصيها وذللها الله تعالى له فاركبوها واعلفوها فإنها ميامين وهي ميراث أبيكم إسماعيل وذكر الحافظ السيوطي رحمه الله أن له كتابا في الخيل سماه جر الذيل في علم الخيل وفي العرائس أن الله تعالى لما أراد أن يخلق الخيل قال لريح الجنوب إني خالق منك
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»