فيسدها بماله وكان بنوه يقرشون أهل الموسم عن حوائجهم فيرفدونهم فسموا بذلك قريشا قال بعضهم وهو جماع قريش عند الأكثر قال الزبير بن بكار أجمع النسابون من قريش وغيرهم على أن قريشا إنما تفرقت عن فهر وفهر هذا هو الجد السادس لأبي عبيدة بن الجراح ولما جاء حسان بن عبد كلال من اليمن في حمير وغيرهم لأخذ أحجار الكعبة إلى اليمن ليبنى بها بيتا ويجعل حج الناس إليه ونزل بنخلة خرج فهر إلى مقاتلته بعد أن جمع قبائل العرب فقاتله وأسره وأنهزمت حمير ومن انضم إليهم واستمر حسان في الأسر ثلاث سنين ثم افتدى نفسه بمال كثير وخرج فمات بين مكة واليمن فهابت العرب فهرا وعظموه وعلا أمره ومما يؤثر عن فهر قوله لولده غالب قليل ما في يديك أغنى لك من كثير ما أخلق وجهك وإن صار إليك وفهر هو ابن مالك قيل له ذلك لأنه ملك العرب ابن النضر أي ولقب به لنضارته وحسنه وجماله واسمه قيس وهو جماعة قريش عند الفقهاء فلا يقال لأحد من أولاد من فوقه قرشي ويقال لكل من أولاده الذين منهم مالك وأولاده قرشي فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش فقال من ولد النضر أي وعلى أن جماع قريش فهر كما تقدم فمالك وأولاده والنضر جده وأولاده ليسوا من قريش والنضر بن كنانة قيل له كنانة لأنه لم يزل في كن من قومه وقيل لستره على قومه وحفظه لأسرارهم وكان شيخا حسنا عظيم القدر تحج إليه العرب لعلمه وفضله وكان يقول قد آن خروج نبي من مكة يدعى أحمد يدعو إلى الله وإلى البر والإحسان ومكارم الأخلاق فاتبعوه تزدادوا شرفا وعزا إلى عزكم ولا تعتدوا أي تكذبوا ما جاء به فهو الحق قال ابن دحية رحمه الله كان كنانة يأنف أن يأكل وحده فإذا لم يجد أحدا أكل لقمة ورمى لقمة إلى صحرة ينصبها بين يديه أنفة من أن يأكل وحده ومما يؤثر عنه رب صورة تخالف المخبرة قد غرت بجمالها واختبر قبح فعالها فاحذر الصور واطلب الخبر وكنانة بن خزيمة بن مدركة ومدركة اسمه عمرو وقيل له مدركة لأنه أدرك كل عز وفخر كان في آبائه وكان فيه نور رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ولعل المراد ظهوره فيه ومدركة بن إلياس بهمزة قطع مكسورة وقيل مفتوحة أيضا وقيل همزة وصل ونسب للجمهور قيل سمى بذلك لأن أباه مضر
(٢٦)