السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٩٥
من لحواء أنها حملت أح * مد أو أنها به نفساء * يوم نالت بوضعه ابنة وهب * من فخار مالم تنله النساء * أي ليلة المولد الذي وجد فيه الفرح والافتخار للدين بيومه وقد أضاف كلا من الليل واليوم للولادة مراعاة للخلاف في ذلك فهنيئا لآمنة الفضل الذي حصل لها بسبب ولادتها له صلى الله عليه وسلم أي لا يشوب ذلك الفضل كدر ولا مشقة الذي شرفت بذلك الفضل حواء التي هي أم البشر ومن يشفع لحواء في أنها حملت به وأنه أصابها نفاس به يوم أعطيت آمنة بنت وهب بسبب وضعه من الفخار وهو ما يتمدح به من الخصال العلية والشيم المرضية مالم يعطها غيرها من النساء أي وقد أقسم الله بليلة مولده صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (والضحى والليل) * وقيل أراد بالليل ليلة الإسرى ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما أي استعمل الليل فيهما ويدل لكون ولادته صلى الله عليه وسلم كانت ليلا قول بعض اليهود ممن عنده علم الكتاب لقريش هل ولد فيكم الليلة مولود قالوا لا نعلم قال ولد الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة إلى آخر ما يأتي وسيأتي ما يدل على ذلك وهو وضعه تحت الجفنة وولادته صلى الله عليه وسلم قيل كانت في عام الفيل قيل في يومه فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل وعن قيس ابن مخرمة ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل ضحا فنحن لدتان قال الحافظ ابن حجر المحفوظ لفظ العام أي بدل لفظ اليوم وقد يراد باليوم مطلق الوقت فيصدق بالعام كما يقال يوم الفتح ويوم بدر وعليه فلدان معناه متقاربان في السن بالموحدة وعلى أن المراد باليوم حقيقته يكون بالنون وفي تاريخ ابن حبان ولد عام الفيل في اليوم الذي بعث الله تعالى الطير الأبابيل فيه على أصحاب الفيل وعند ابن سعد ولد يوم الفيل يعنى عام الفيل أي لما تقدم عن ابن حجر وعليه فيكون قول ابن حبان في اليوم تفسيرا للعام على أن المراد باليوم مطلق الوقت الصادق بالعام وقيل ولد بعد الفيل بخمسين يوما كما ذهب إليه جمع منهم السهيلي قال بعضهم
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»