السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٩٢
وفي الخصائص الصغرى ورأت أمه عند ولادته نورا خرج منها أضاء له قصور الشام وكذلك أمهات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يرين ولعل المراد يرين مطلق النور لا الذي تضيء من قصور الشام وقوله قصور الشام الخ ظاهر في أن المراد جميع الإقليم لا خصوص بصرى ولعل الاقتصار على بصرى في الروايات لكون النور كان بها أتم ومن ثم قالت حتى رأيت أعناق الإبل ببصرى أو رأت مرة وصول النور إلى بصرى خاصة ومرة جاوزها تأمل وإلى هذا النور يشير عمه العباس رضي الله تعالى عنه بقوله في قصيدته التي امتدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجوعه صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وقد قال له في مرجعه من تلك الغزوة يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك فقال له رسول الله قل لا يفضض الله فاك فقال قصيدة منها * وأنت لما ولدت أشرقت الأر * ض وضاءت بنورك الأفق * فنحن في ذلك الضياء وفي الن * ور سبل الرشاد نخترق * وإلى ذلك يشير صاحب الهمزية رحمه الله بقوله * وتراءت قصور قيصر بالرو * م يراها من داره البطحاء * أي رؤيت قصوره ملك الروم في بلاد الروم يبصرها الذي داره بمكة قال وهذا ظاهر في أنها رأت ذلك النور يقظة وتقدم في حديث شداد أنها رأته مناما وقد تقدم الجمع أي وتقدم ما في ذلك الجمع وذكر أن أم إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه رأت وهي حامل به أن النجم المسمى بالمشترى خرج من فرجها فوقع في مصر ثم وقع في كل بلدة منه شظية فتأول ذلك أصحاب تأويل الرؤيا بأنها تلد عالما يكون علمه بمصر أولا ثم ينتشر إلى سائر البلدان وروى السهيلي على الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم لما ولد تكلم فقال جلال ربي الرفيع وروى أن أول ما تكلم به لما ولدته أمه حين خروجه من بطنها الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ولا مانع من أنه صلى الله عليه وسلم تكلم بكل ذلك والأولوية في الرواية الثانية إضافية لما لا يخفى وقد وقع الاختلاف في وقت ولادته صلى الله عليه وسلم أي هل كان ليلا أو نهارا وعلى الثاني في أي وقت من ذلك النهار وفي شهره وفي عامه وفي محله فقيل ولد يوم الاثنين قال بعضهم لا خلاف فيه والله بل أخطأ من قال ولد يوم الجمعة أي
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»