السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٦٠
فداه بذبح عظيم أن مقام الخلة يقتضى توحيد المحبوب بالمحبة فلما خلصت الخلة من شائبة المشاركة لم يبق في الذبح مصلحة فنسخ الأمر وفدى هذا وجاء مما يدل على أن الذبيح إسحق حديث سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي النسب أشرف وفي رواية من أكرم الناس فقال يوسف صديق الله ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام كذا روى قال بعضهم والثابت يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وما زاد على ذلك الراوي وما ذكر أن يعقوب لما بلغه أن ولده بنيامين أخذ بسبب السرقة كتب إلى العزيز وهو يومئذ ولده يوسف بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء أما جدي فربطت يداه ورجلاه ورمى به في النار ليحرق فنجاه الله وجعلت النار عليه بردا وسلاما وأما أبي فوضع السكين على قفاه ليذبح ففداه الله وأما أنا فكان لي ابن وكان أحب أولادي إلي فذهب فذهبت عيناي من بكائي عليه ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به وإنك حبسته وإنا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقا فإن رددته على وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك والسلام لم يثبت ففي كلام القاضي البيضاوي وما روى أن يعقوب كتب ليوسف من يعقوب ابن إسحاق ذبيح الله لم يثبت أي ولعله لم يثبت أيضا ما في أنس الجليل أن موسى لما أراد مفارقة شعيب وذهابه إلى وطنه بمملكة فرعون بسط شعيب يديه وقال يا رب إبراهيم الخليل وإسماعيل الصفي وإسحق الذبيح ويعقوب الكظيم ويوسف الصديق رد على قوتي وبصري فأمن موسى على دعائه فرد الله عليه بصره وقوته وذكر أن يعقوب رأى ملك الموت في منامه فقال له هل قبضت روح يوسف فقال لا والله هو حي وعلمه ما يدعو به وهو يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقطع معروفه أبدا ولا يحصيه غيره فرج عني وذكر أن سبب ذبح إسحق أي على القول بأنه الذبيح أن الخليل قال لسارة إن
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»