* ألا هلك الماجد الرفد * وكل قريش له حامد * ومن هو عصمة أيتامنا * وغيث إذا فقد لراعد * قال وعن ابن عباس رضي اله تعالى عنهما لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن أي الحجر ذهب رجل من أهل نجد ليناول النبي صلى الله عليه وسلم حجرا يشد به الركن فقال العباس لا وناول العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شد به الركن فغضب النجدي وقال واعجبا لقوم أهل شرف وعقول وأموال عمدوا إلى رجل أصغرهم سنا وأقلهم مالا فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له أما والله ليفرقنهم شيعا وليقسمن بينهم حظوظا فكاد يثير شرا فيما بينهم ولعله هذا النجدي هو إبليس فقد ذكر السهيلي أن إبليس تمثل في صورة شيخ نجدي حين حكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الركن من يرفعه وصاح يا معشر قريش أرضيتم أن يلي هذا الغلام دون أشرافكم وذوي أنسابكم انتهى وإنما تصور بصورة نجدي لأن في الحديث نجد طلع منها قرن الشيطان ولما قال صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قالوا وفي نجدنا فأعاد الأول والثاني قال هنالك الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان أقول سيأتي أنه تصور بهذه الصورة أيضا عند دخول قريش دار الندوة ليتشاوروا في كيفية قتله صلى الله عليه وسلم ودخل معهم وسيأتي ثم في حكمة تصوره بذلك غير ما ذكر ولا مانع أن يكونا حكمة لما هنا ولما يأتي وأعادوا الصور التي كانت في حيطانها لأنه كان في حيطانها صور الأنبياء بأنواع الأصباغ ومن جملتهم صورة إبراهيم وفي يده الأزلام أي وإسماعيل وفي يده الأزلام وصورة الملائكة وصورة مريم كما سيأتي في فتح مكة وكساها زعماؤهم أرديتهم وكانت من الوصائل ولم يكسها أحد بعد ذلك حتى كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبرات في حجة الوداع والله أعلم وهذه المرة الرابعة أي من بناء الكعبة بناء على أن أول من بناها الملائكة ففي بعض الآثار أن الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض كان عرشه على الماء أي العذب فلما اضطرب العرش كتب عليه لا إله إلا الله محمدا رسول الله
(٢٣٧)