السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١١٧
وكان ذلك أول علامة رأت قريش من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وارتجس أي اضطرب وانشق إيوان كسرى أنو شروان ومعنى أنوشروان مجدد الملك أي وكان بناء محكما مبنيا بالحجارة الكبار والجص بحيث لا تعمل فيه الفؤوس مكث في بنائه نيفا وعشرين سنة أي وسمع لشقه صوت هائل وسقط من ذلك الإيوان أربع عشرة شرفة بضم الشين المعجمة وسكون الراء أي وليس ذلك الخلل في بنائه وإنما أراد الله تعالى أن يكون ذلك آية لنبيه صلى الله عليه وسلم باقية على وجه الأرض أي وقد ذكر أن الرشيد أمر وزيره يحيى بن خالد البرمكي أي والد جعفر والفضل بهدم إيوان كسرى فقال له يحيى لا تهدم بناء دل على فخامة شأن بانيه قال بلى يا مجوسي ثم أمر بنقضه فقدر له نفقة على هدمه فاستكثرها الرشيد فقال له يحيى ليس يحسن بك أن تعجز عن هدم شيء بناه غيرك هذا والذي رأيته في بعض المجاميع أن المنصور لما بنى بغداد أحب أن ينقض إيوان كسرى فإن بينه وبينها مرحلة ويبنى به فاستشار خالد بن برمك فنهاه وقال هو آية الإسلام ومن رآه علم أن من هذا بناؤه لا يزول أمره وهو مصلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والمئونة في نقضه أكثر من الإنفاق عليه ولا مانع من تكرر طلب نقضه من المنصور ومن ولد ولده الرشيد وإنما قال الرشيد ليحيى بن خالد يا مجوسي لأن جده والد خالد البرمكي وهو برمك كان من خراسان وكان أولا مجوسيا ثم أسلم وكان كاتبا عارفا محصلا لعلوم كثيرة جاء إلى الشام في دولة بني أمية فاتصل بعبدالملك بن مروان فحسن موقعه عنده وعلا قدره ثم لما أن زالت دولة بني أمية وجاءت دولة بني العباس صار وزيرا للسفاح ثم لأخيه المنصور من بني العباس ورأيت عن برمك هذا حكاية عجيبة وهي أنه سار إلى زيارة ملك الهند فأكرمه وأنس به وأحضر له طعاما وقال كل فأكلت حتى انتهيت فقال لي كل فقلت لا أقدر والله أيها الملك فأمر بإحضار قضيب فأخذه الملك وأمر به على صدري فكأني لم آكل شيئا قط ثم أكلت أكلا كثيرا حتى انتهيت فقال لي كل فقلت لا والله لا أقدر أيها الملك فأمر بالقضيب على صدري فكأني لم آكل شيئا قط فأكلت حتى انتهيت فقال لي كل فقلت والله ما أقدر على ذلك فأراد أن يمر بالقضيب على صدري فقلت أيها الملك إن الذي دخل يحتاج إلى أن يخرج فقال
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»