السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١١٣
علامة أي شامة فيها شعرات متواترات أي متتابعات كأنهن عرف فرس أي وتلك العلامة هي خاتم النبوة أي علامتها والدليل عليها لا يرضع لليلتين وذلك في الكتب القديمة من دلائل نبوته أي وعدم رضاعه لعله لتوعك يصيبه وفي كلام الحافظ ابن حجر وأقره تعليلا لعدم رضاعه لأن عفريتا من الجن وضع يده على فيه وعند قول اليهودي ما ذكر تفرق القوم من مجالسهم وهو متعجبون من قوله فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم آله وفي لفظ أهله فقالوا لقد ولد الليلة لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمد فالتقى القوم حتى جاءوا لليهودي وأخبروه الخبر أي قالوا له أعلمت ولد فينا مولود قال اذهبوا معي حتى أنظر إليه فخرجوا حتى أدخلوه على أمه فقال أخرجي إلينا ابنك فأخرجته وكشفوا عن ظهره فرأى تلك الشامة فخر مغشيا عليه فلما أفاق قالوا ويلك مالك قال والله ذهبت النبوة من بني إسرائيل أفرحتم به يا معشر قريش أما والله ليسطون عليكم سطوة يخرج خبرها من المشرق إلى المغرب أي وعن الواقدي رحمه الله أنه كان بمكة يهودي يقال له يوسف لما كان اليوم أي الوقت الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلم به أحد من قريش قال يا معشر قريش قد ولد نبي هذه الأمة الليلة في بحرتكم أي ناحيتكم هذه وجعل يطوف في أنديتهم فلا يجد خبرا حتى انتهى إلى مجلس عبد المطلب فسأل فقيل له قد ولد لابن عبد المطلب أي لعبد الله غلام فقال هو نبي والتوراة وكان بمر الظهران راهب من أهل الشام يدعى عيصا وقد كان آتاه الله علما كثيرا وكان يلزم صومعة له ويدخل مكة فيلقى الناس ويقول يوشك أي يقرب أن يولد فيكم مولود يا أهل مكة تدين له العرب أي تذل وتخضع ويملك العجم أي أرضها وبلادها هذا زمانه فمن أدركه أي أدرك بعثه واتبعه أصحاب حاجته أي ما يؤمله من الخير ومن أدركه وخالفه أخطأ حاجته فكان لا يولد بمكة مولود إلا ويسأل عنه ويقول ما جاء بعد أي الآن فلما كان صبيحة اليوم أي الوقت الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عبد المطلب حتى أتى عيصا فوقف على أصل صومعته فناداه فقال من هذا فقال عبد المطلب أي وقيل الجائي له عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم بناء على أنه لم يمت وأمه حامل به أي ولعل قائله أخذ ذلك من قول الراهب
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»