المؤمنين علي بن أبي طالب فلما سمع نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وثب قائما على قدميه وانشد وجعل يقول شعر لبيك من داع ومن منادي * لبيك نور الله في البلاد لبيك من داع إلى الرشاد * فرجت عني كربة الفؤاد قل ما تشاء يا أكبر العباد * افديك نالا هلين والأولاد (قال الراوي) فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ضاحكا من قول الإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه ثم اقبل الامام على النبي صلى الله عليه وسلم ووقف بين يديه فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقبله بين عينيه وقال معاشر المسلمين هذا علي ابن عمي ووارث علمي وزوج ابنتي وحامل رايتي وسيف نقمتي من أساء إليه أساء إلي ومن أحسن إليه فقد أحسن إلي ومن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ثم قال عليه الصلاة والسلام أسمعت ما وصفه عبد الله بن أنيس الجهني عن عدو الله هضام بن الجحاف وتجبره وكفره وجموحه قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله يا أبا الحسن ان الله امرني ان أخبرك بهذا الخبر وقد وعدني ربي بنصرك وحفظك ورجوعك إلي سالما غانما فماذا تقول وامر لك عصابة من المسلمين وجماعة من المؤمنين تسير فيهم إلى عدو الله الكافر وقد بلغني انه تكاسر من الورود وان أكثر منهم مددا وهو القادر على أن لا يبقي منها أحدا (قال الراوي) فاطرق الإمام علي رأسه ثم رفع رأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونظر ولم يتكلم ثم عاد إلى اطراقه ساعة ولم يتكلم ثم عاودها ثالثا فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تبين في ذلك الوقت في وجوه المنافقين وقال بعضهم لبعض ان علي بن أبي طالب كره التوجه إلى الهضام ويحق له ذلك ومن يقدر على وصف عبد الله بن أنيس وتكلم المؤمنين على قد ما وصل إليهم وقال بعضهم لاشك انه يطلب جماعة يسير بهم إلى عدو الله ولكنه استحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يذكر له ذلك وقال بعضهم ان عليا كره الخروج من غير جذع ولا فزع وكثرت الأقوال بين الناس وعظم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا الحسن ما السكوت والتواني برد الجواب ما أملت منك الا انك امر مبادر والى ما أخبر تك
(٨)