مسارع فهل لك من حاجة فتقضى أو كلمة فتمضى (قال الراوي) فلما سمع ذلك الإمام علي كرم الله وجهه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم ضاحكا وقال يا رسول الله حاجتي تقضيها كائنة ما كان قال نعم اي والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا اني أقضيها ان وجدت إلى قضائها سبيلا فقال الإمام علي رضي عنه ألم تأتيك البشرى من عند المولى الكريم رب العالمين ان ترسلني لهذا الامر وضمن لك سلامي وحفظ رعايتي فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم يا أبا الحسن فقال الإمام علي كر م الله وجهه إذا كان من يعصمني ويسلمني ويحفظني لا حاجة بأحد غيره ولا تبعث لهذا الامر أحد سواي فحسبي يا رسول الله نصر الله عز وجل وهو خير الناصرين واسال الله جلب المسرة إلى فؤادك (قال الراوي) فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل وجهه فرحا مسرورا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحسن كفاك الله شانيك وأهلك معاديك ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمين جميعا عند ذلك فرحين بما كشف الله من قلوبهم من الهم والكرب وارغام انف المنافقين أعداء الله قال عبد الله بن أبي سلول لعنه الله وهو رأس المنافقين بالمدينة هذه أعظم فرحة وحق اللاتي والعزى لنحرقن عظام علي بن أبي طالب بنار الهضام ولو خرج محمد إليه بجميع أصحابه ما قدروا عليه ولا بقيتم ترون علي بن أبي طالب بعد هذا اليوم ان هو خرج إليه ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بدواة وقرطاس وقلم ودفعها إلى الإمام علي ابن أبي طالب وقال له اكتب يا أبا الحسن إلى عدو الله الهضام كتاب بالتحذير فكتب الإمام علي كتابا يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن عبد مناف داعي الورى إلى الانصاف وهاديهم إلى طريق الخير والغفران إلى الهضام بن الجحاف الباهلي اما بعد لقد اتصل إلينا ما أنت عليه من التكبر والتجبر والعتو على الله عز وجل وما صنعته من جنة ونار يا ويلك والويل ثم الويل لك تتخذ الحديد والجنادل أربابا من الله عز وجل أرأيت ما صنعته من نارك لو أنك أمرت عبيدك الذين ينقلون الحطب والأخشاب ان يسكنوا عنه يوما واحدا لسكن لهيبها وانقطع