مكللا بالدر والجواهر وشده بقضبان الذهب الأحمر والفضة البيضاء فما كان من العاج الأبيض كانت كواكبه من الذهب وما كان من الأبنوس الأسود كانت كواكبه من الفضة البيضاء جعل لتلك القبة بابا عظيما من الذهب الأحمر وعلق على باب القبة سترا مزركشا وعلق من داخل القبة قناديل من اللؤلؤ بسلاسل من ذهب يوقد بطيب الادهان وبنى من خارج القبة بيتا عظيما مانعا بالعلو وجعل سقف القبة من خشب الصندل وفصل أرضها وحيطانها بالرخام الملون وجعل من ورائها بيتا آخر مثل البيت الأول وما زال كذلك حتى جعلها سبعة أبيات على بعضها بعضا ولها سبعة أبواب منها ما هو من العاج ومنها ما هو من الأبنوس وغير ذلك وقدر ركب في تلك البيوت جامات من البلور المختلف الألوان فإذا طلعت الشمس على تلك الكواكب أشرق نور ها على تلك البيوت والقبة وجعل على كل باب حاجبا موكلا به فإذا ورد إليه وأراد أو قصد إليه قاصد من بعض الملوك أوقفه الحاجب الأول والثاني كذلك حتى ينتهي إلى الباب السابع وكلما جاوز بابا نظر إلى غيره فإذا هو أعظم من الذي قبله فإذا وصل إلى المكان فيه عدو الله الهضام وجده جالسا على سريره وقد أحدقت به جنوده والحجاب حوله فإذا وقعت بين يديه امر الهضام بقلع ثيابه فيقلعها ويلبسونه ثيابا غيرها ويقولون له ان ثيابك هذه عصيت فيها فهي لا تصلح ان تدخل على الاله المنيع وأنت تطلب منه الغفران ثم يدفع له خاتما من الحديد ويقولون له ان هذا الخاتم الذي تريد به عفوه عنك فإذا ثبت في يدك فقد عفا عنك وقبل توبتك ثم بعد ذلك يأمر الملك الهضام بفتح القبة لذلك الشخص فإذا دخل على الصنم وشافي نفسه شيئا فيظن ان الصنم قد طالب رضاه وكلما قرب من الضم جذبته السلسلة إلى ورائه فإذا كان لا ينقلع الخاتم من يده يأمرونه بالسجود فيخر ساجد ولم يزل كذلك حتى يهتف به من جوف الصنم الشيطان الموكل به ويأمره بالقيام فيقوم فينذر ذلك الشخص مما أمكنه من الذهب والفضة أو جواهر أو جوار أو عبيد أو خبل قدر ما تصل إليه قوته وقد استولى
(٦)