سيرة الإمام علي (ع) - أحمد بن محمد البكري - الصفحة ٤
الناس في ذلك وإذا بجبريل عليه السلام قد نزل من عند رب العالمين فوثب له النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا وهو ينادي لبيك لبيك اللهم إنا نسألك الفرج منك يا مفرج كل كرب ومزيل كل هم وغم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد وقال لا يقم أحد فن مكانه حتى أعود إليكم وخرج فمكث قليلا ثم رجع إلى أصحابه وهم جلوس كل واحد منهم في مقامه وقد تهلل وجهه صلى الله عليه وسلم فرحا وسرورا وجعل النور يشرق من بين عينيه صلى الله عليه وسلم فوثب الناس إليه يسألونه عن امره (قال الراوي) فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلسوا بارك الله فيكم فجلس الناس جميعا وصمتوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين سلمان وعمار فأجاباه بالتلبية ها نحن بين يديك قل ما شئت يا رسول الله فانا لكلامك سامعون ولأمرك مطيعون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم سيروا في شوارع المدينة ونادوا الصلاة جامعة بمسجد المختار الله الواحد القهار فلما سمع الصحابة منه صلى الله عليه وسلم ذلك النداء جعلوا يهرعون إليه من كل جانب ومكان حتى امتلأ المسجد بالنبي بهم ثم صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وخطب خطبة بليغة فشوق إلى الجنة ونعيمها وحذر من النار وجحيمها (قال الراوي) قال النبي صلى الله عليه وسلم معاشر المسلمين:
ان الله جل وعلا تقدست أسماؤه ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا اله غيره بعد رفع السماء بلا عمد وأرسى الجبال وتد وزين السماء بالنجوم الزهرات والأفلاك الدائرات واجري فيها الشمس والقمر آيات لأولي الألباب وبسط الأرضين بحكمه على تيار الماء وثبتها بالجبال الراسيات واضحك تغوير البقاع الجامدات بفيض دموع السحاب المسخرات وثبت الرياح العاصفات مخاليب الطيور الصافنات وقوى قبة الجبال الراسيات تلاطم أمواج البحار الزاخرات وعلق أستار وأوراق الأغصاب النضرات (قال الراوي) ثم قال رسول الله صلى عليه وسلم أيها المسلمون: انا بشر منكم آكل مما تأكلون واشرب مما تشربون ولا اعلم ما كان ولا يكون ولا يحيط بذلك علما الا من يقول للشئ كن فيكون ثم بعد ذلك أعلمكم انه قد وفد على عرفطة من إخوانكم في الدين وهو من الجن المؤمنين وقد أخبرنا عن اللعين الملك الهضام ابن الحجاف بزعوف بن غانم الباهلي لعنه الله قد اتخذ له صنما وسماه المنيع وصنع له جنة ونارا وملائكة وزبانية فيدخر من اطاعه وأطاع صنمه
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»