(قال الراوي) فلما سمع ورقة هذه الأبيات من الامام لم يرجع عما أضمره بل إنه سمع غيظا وثم يزالا سائرين والإمام علي يقول حسبي الله ونعم الوكيل حتى وجب عليهما فلم يجد الامام ماء يتوضأ منه فسار إلى أن قرب العصر فأشرف الامام على رجل واقف على بئر وقد ملا سقيه والى جانبه مائدة منصوبة وعليها صحف مملوة بالطعام وأقراص من العيش فلما نظر ذلك الرجل الامام وورقة قال هلما إلى الطعام الفاخرة والماء البارد بلا ثمن ولا جزاء فأسرع إليه الامام ولم يمهله حتى قبض على أطواقه وجلد به الأرض وجلس على صدره وحز رأسه ثم عمد إلى الماء فأراقه ثم حفر حفرة كبيرة وجعل فيها الطعام ورد عليه التراب حتى غيبه وسار كأنه لم ينبه شيئا فقال له ورقة يا أبا الحسن قد قد تجارات على فعلك وأسرفت في صنعك وظلمت في حكمك بما فعلت بهذا الرجل الذي يبرد الماء لعابر هذا الطريق وينصب للجيعان من غير ثمن ولا جزاء وتقدمت إليه وذبحته والى طعامه فدفنته والى مائه فارقته وتركتنا نلتهب عطشا فوالله لقد تجارات في فعلك وأسرفت في صنعك فقال له الامام ألم أقل لك لا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذاكر ارجع الان فإنك لن تستطيع معي صبرا (قال الراوي) فازداد اللعين كفرا وامتلأ غيظا وقال في نفسه كيف ارجع واداع ابن أبي طالب وحق اللاتي والعزى لا ارجع حتى اقطع رأسه وأمضي بها إلى الملك الهضام وأبرد قلبي وأشفى غليلي ثم اقبل على الامام بمكره وخداعه وقال يا أبا الحسن أنتم أهل الجود والكرم والاحسان والعفو والامتنان ولست أعود إلى شئ تكره فسمح له الامام بالسير معه فسار إلى إلى وقت العصر ثاني يوم فأشرف الامام على حوض مملوءة وبجانبه مسجد قد طرح النحل على جدرانه وإذا بشيخ كبير جالس إلى جانبه وعنده جارية حسناء وعليها أثواب الزينة وثياب مزعفرة فلما وصل إليها الامام حل منطقته ووضع سلاح واخرج زنادا كان معه وقدح منه نارا وأطلقها في المسجد فاحترق المسجد سريعا وتساقطت حيطانه ثم انه حفر حفرة وعمد إلى الصبية فجعلها فيها ورجمها حتى حتى ماتت ثم عمد إلى الشيخ فقطع يديه ورجليه وتركه مخضبا بدمائه ثم عمد إلى الماء فتوضأ وصلى وانصرف كأنه لم يفعل شيئا
(١٤)