معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٧٥
[في كلامه ومواعظه] ومن كلامه (رضي الله عنه):
في جواب كتاب كتبه إليه الحسن البصري (رحمه الله) يسأله فيه عن رأيه فيما اختلف فيه الناس من القضاء والقدر فكتب إليه:
(أما بعد، فاسمع ما أفسره لك في القدر، فإنه مما أفضى إلينا أهل البيت: إنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إن الله تعالى لا يطاع بإكراه، ولا يعصى بغلبة، ولا يهمل العباد من الملكة (1)، لكنه المالك لما ملكهم، والقادر على ما عليه أقدرهم، فإذا (2) ائتمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا (3) ولا لهم عنا مشبعا، ولو ائتمروا بالمعصية وشاء أن يمن عليهم ويحول بينهم وبينها فعل، فإن لم يفعل فليس هو [الذي] حملهم عليها اجبارا، ولا ألزمهم إكراها، باحتجاجه عليهم أن عرفهم ومكنهم وجعل لهم السبيل إلى [فعل] (4) ما دعاهم إليه، وترك ما نهاهم عنه، ولله الحجة البالغة والسلام) (5).
وقال (رضي الله عنه): (العلم خير ميراث، والأدب أزين لباس، والتقوى خير زاد، والعبادة

(١) في نسخة (س): (التلكه).
(٢) في نسخة (س) والمصادر: فان.
(٣) في نسخة (س): ما رأوا.
(٤) في الأصل: آخر، وما أثبتناه من المصدر.
(٥) كنز الفوائد ١: ٣٦٥، اعلام الدين: ٣١٦، فقه الرضا: ٤٠٨، تحف العقول: ٢٣١، وسيلة النجاة ٢٤٤، مرآة المؤمنين (مخطوط): ٢٢١، الفقه الأكبر ٢: ١٣٥ عن إحقاق الحق ١١:
٢٣٣، العدد القوية 34: 25.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»